للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

القائل يعلق معناها بويل مثل: {فويل للذين كفروا من النار} [ص: ٢٧] (١).

مرادفة الباء، نحو قوله تعالى: {ينظرون من طرف خفي} [الشورى: ٤٥]، قاله يونس والظاهر أنها للابتداء. (٢).

ويترجح عندي أنها للتبعيض أي ينظرون ببعض طرفهم، وهو المناسب لمشهد الذل الذي هم فيه. ومثله في حياتنا اليومية، أن يغضب أب على ابنه. في فعلة فينهره ويغلظ عليه والابن لا يستطيع مواجهة أبيه بكل طرفه، بل ينظر إليه ببعض طرفه.

موافقة على وجعلوا منه قوله تعالى: {ونصرناه من القوم الذين كذبوا} [الأنبياء: ٧٧]، وقيل هي على التضمين، أي منعناه بالنصر (٣).

وهو ارجح بدليل قوله تعالى: {وياقوم من ينصرني من الله إن طردتهم} [هود: ٣٠]، وقوله: {فمن ينصرنا من بأس الله إن جاءنا} [غافر: ٢٩]، ولا يصح أن تكونا بمعنى على.

وقد ذكرنا ذلك في موطن سابق.

زائدة نحو (ما جاءني من رجل) و (ما رأيت من أحد) وهي تفيد الاستغراق والتوكيد. فقولك (ما جاءني رجل) يحتمل أنه لم يأتك أحد من الجنس، ويحتمل أنه لم يأتك رجل واحد بل أكثرمن ذلك (٤).

فإذا قلت (ما جاءني من رجلٍ) نفيت أن يكون جاءك أحد من الجنس، وصار النفي نصا في الجنس. جاء في (المقتضب): " وذلك قولك (ما جاءني رجل) فيجوز أن تعني رجلا واحدًا .. فإذا قلت: (ما جاءني من رجل)، لم يقع ذلك إلا للجنس كله" (٥).


(١) المغني ١/ ٣٢١
(٢) المغني ١/ ٣٢١
(٣) المغني ١/ ٣٢٢
(٤) كتاب سيبويه ١/ ٢٧، المقتصب ٤/ ٤٢٠، الأصول ١/ ١٠٩، شرح الرضي ٢/ ٣٥٨
(٥) المقتضب ٤/ ٤٢٠، الأصول ١/ ١٠٥

<<  <  ج: ص:  >  >>