والتعريف بالإضافة كالتعريف بـ (أل)، قد يكون للعهد، وقد يكون للجنس، فمن تعريف العهد، قوله تعالى:{ولا تكلف إلا نفسك}[النساء: ٨٤]، وقوله:{ربي الذي يحيى ويميت}[البقرة: ٢٥٨]، وقوله:{والذين يؤذون رسول الله لهم عذاب أليم}[التوبة: ٦١]، وقوله:{هذه ناقة الله لكم آية}[الأعراف: ٧٣]، وقوله:{فاليوم ننجيك ببدنك}[يونس: ٩٢]، فهذا كله من تعريف العهد، لأنه يدل على واحد بعينه.
ومن تعريف الجسن قوله تعالى:{إن الذين يأكلون أموال اليتامي ظلما}[النساء: ١٠]، فأموال اليتامى تفيد الجنس، ومثله {إن كيد الشيطان كان ضعيفا}، [النساء: ٧٦]، وقوله:{ولأمرنهم فليبتكن آذان الأنعام}[النساء: ١١٩]، قوله {إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل}[التوبة: ٦٠] فكل هذا من تعريف الجنس، لأنه لا يراد به واحد بعينه بل هو لعموم الجنس، جاء في (شرح الرضي على الكافية): " إذا قلت (غلام زيد راكب) ولزيد غلمان كثيرة فلابد أن تشير به إلى غلام من بين غلمانه له مزيد خصوصية بزيد، أما بكونه أعظم غلمانه أو أشهر بكونه غلاما له، دون غيره، أو يكون غلاما معهودا بينك وبين المخاطب، وبالجملة بحيث يرجع اطلاق اللفظ إليه دون سائر الغلمان .. ثم يقال (جاءني غلام زيد) من غير إشارة إلى واحد معين، وذلك كما أن ذا اللام في اصل الوضع لواحد معين ثم قد يستعمل بلا إشارة إلى معين كما في قوله:
" ولقد أمر على اللئيم يسبني"
وذلك على خلاف وضعه، فلا تظنن من اطلاق قولهم، في مثل (غلام زيد) أنه بمعنى اللام، إن معناه ومعنى (غلام لزيد) سواء، بل معنى (غلام لزيد) واحد من غلمانه غير معين، ومعنى (غلام زيد) الغلام من غلمانه، إن كان له غلمان جماعة، أو ذلك الغلام المعلوم لزيد إن لم يكن له إلا واحد (١).