للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والمضاف يتعرف بالمضاف إليه، سواء أضيف إلى مفرد أم جملة، ومن الإضافة إلى الجملة قولنا (جئت يوم سافر محمد) أي جئت يوم سفر محمد، وهو معرفة.

جاء في (المقتضب): " فإذا قلت: (هذا يوم يخرج زيد) فقد أضفته، إلى هذه الجملة فاتصل بالفعل لما فيه من شبهه وأتبعه الفاعل لأنه لا يخلو منه، وهو معرفة لأن قولك (هذا يوم يخرج زيد) هذا يوم خرج زيد في المعنى و {هذا يوم لا ينطقون} [المرسلات: ٣٥]، هذا يوم منعهم من المنطق" (١).

وجاء في (شرح الرضي على الكافية): " قال صاحب المغنى: يتعرف الظرف المضاف إلى الجمل فيصح أن يقال: جئتك يوم قدم زيد الحار أو البارد، على أن يكون صفة لليوم.

قلت: ومع غرابة هذا الاستعمال وعدم سماعه، ينبغي أن لا يتعرف المضاف إذا كان الفاعل في الفعلية، أو المبتدأ في الإسمية، نكرة نحو يوم قدم أمير، ويوم أمير كبير قدم إذ المعنى يوم قدوم أمير" (٢).

وعلى هذا فالمضاف يتعرف أو يتخصص بحسب المضاف إليه، فإن كان معرفة عرف وإن كان نكرة خصص، جملة أو مفردًا.

فإن قلت: ألا ترى أن (يوم) في نحو قوله تعالى: {يوم تبيض وجوه وتسود وجوه} {آل عمران: ١٠٦}، وقوله: {يوم لا ينفع مال ولا بنون} [الشعراء: ٨٨]، معلوم مع تنكير الوجوه والمال، فكيف يكون نكرة؟


(١) المقتضب ٣/ ١٧٦
(٢) شرح الرضي ٢/ ١١٧، وانظر حاشية الصبان ٢/ ٢٣٩

<<  <  ج: ص:  >  >>