٢ - مررت برجل حسن ابوه - برفع الصفة المشبهة وما بعدها، وهذا على التقديم والتأخير وأصل الكلام (مررت برجل أبوه حسن)، فحسن خبر مقدم وأبوه مبتدأ مؤخر، وقدمت الخبر للاهتمام.
وليست الصفة هنا على إرادة تغليب الحدث فإنها لم تستعمل استعمال الإفعال. فهي تطابق المبتدأ فتقول:(مررت برجل حسنان أبوه) و (مررت برجل حسنون أباؤه) وأصل الكلام (ابواه حسنان) وآباؤه حسنون، لو أردت معاملتها معاملة الفعل لقلت: مررت برجل حسن ابواه وحسن آباؤه.
٣ - مررت برجل حسن الوجه - بإضافة الصفة إلى الوجه، والصفة ههنا مراعي فيها جانب الإسمية أكثر من الحدث بخلاف التعبير الأول، وذلك لأن الإضافة من خصائص الأسماء، ثم ألا ترى أن الصفة هنا لا تعامل معاملة الفعل، بل هي تتبع ما قبلها أيا كان صاحبها الحقيقي، فتقول (مرت برجل حسن الأم) فتذكر الصفة وإن كانت (الأم) مؤنثة، وتقول (مررت برجلين حسني الآباء) فتثني الصفة اتباعا لما قبلها وإن كان (الآباء) جمعا بخلاف ما لو قلت (مررت برجل حسنة أمة) و (مررت برجلين حسن آباؤهما).
٤ - مررت برجل حسن وجهه أو حسن الوجه - بنصب الوجه، وهذا عند النحاة للمبالغة من ناحيتين، وذلك أنك جعلت الحسن للرجل عمومًا، ثم خصصت وجهه فتكن قد مدحته مرتين، مرة لعموم شخصه ومرة لوجهه.
هذا من ناحية ومن ناحية أن في هذا التعبير إيضاحا بعد الإبهام، فإنك عندما قلت (مررت برجل حسن) ونونت الصفة كنت كأنك أنهيت الكلام على الإبهام، ثم أوضحت جهة الحسن بعدما ابهمت، وللإيضاح بعد الإبهام مزية كما مر في بحث التمييز
جاء في (شرح شذور الذهب): " زيد حسن وجهه بنصب الوجه والأصل (زيد حسن وجهه) بالرفع فـ (زيد)(مبتدأ) و (حسن) خبر، و (جهه) فاعل بـ (حسن) لأن الصفة تعمل عمل الفعل، وأنت لو صرحت بالفعل فقلت (حسن) بضم السين وفتح النون