يطيقونه فدية طعام مسكين} [البقرة: ١٨٤]، فالفدية مبهمة ويوضحها (طعام مسكين) وقد يكون الثاني مبينا حقيقة الأول، كقوله تعالى:{واتخذ قوم موسى من بعده من حليهم عجلا جسدا له خوار}[الأعراف: ١٤٨]، فحقيقة العجل المتخذ ليست عجلا حقيقا وإنما هو جسد له خوار، ولو ذكرت البدل أو المبدل منه على انفراد لم يتضح الأمر كما أوضحه إجتماعهما.
وقد يكون أحد الطرفين أعني البدل أو المبدل منه متصفا بصفة دالة على المدح أو الذم أو غيرهما، وذلك نحو قوله تعالى:{إلى صراط العزيز الحميد الله الذي له ما في السماوات وما في الأرض} فقوله العزيز الحميد، صفتان لله تعالى دالتان على المدح، ونحوه أن تقول:(مررت بالرجل العالم سالم) فالمبدل منه موصوف بصفة العلم والاكتفاء بإحدهما لا يؤدى معنى الجمع.
ومنه قوله تعالى:{إنك بالواد المقدس طوي}[طه: ١٢]، فلو قال:{إنك بالواد طوي} لم يعلم أنه مقدس، ولو قال (إنك بالوادي المقدس) ولم يذكر اسمه لم يعلم أي واد هو؟
وقد يكون الأول عاما والثاني مخصصا له، وذلك نحو قوله تعالى: } إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب {[الصافات: ٦]، فالزينة عامة، وقد خصصت بالكواكب، ونحوه قوله تعالى: {إن الله لا يستحي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها، }[البقرة: ٢٦]، وقوله {ويطاف عليهم بآنية من فضة وأكواب كانت قواريرا قواريرا من فضة}[الإنسان ١٥ - ١٦]، فبين جنس القوارير، وقوله: ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنة نعاسًا [آل عمران: ١٥٤].
وقد يأتي للتفصيل، وذلك نحو قوله تعالى:{حتى إذا رأوا ما يوعدون إما العذاب وإما الساعة}[مريم: ٧٥]، ففصل (ما يوعدون).