للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فهذا كله من باب عطف الشيء على نفسه لزيادة فائدة.

ومن عطف الشيء على مرادفه قولك: (هذا كذب وافتراء) والافتراء كذب، ومنه قول الشاعر:

والفى قولها كذبا ومينا.

والمين كذب، وجعلوا منه قوله تعالى: {إنما أشكوا بثي وحزني إلى الله} [يوسف: ٨٦]، وقوله: {فلا يخاف ظلما ولا هضما} [طه: ١١٢]، وقوله: {لا تخف دركا ولا تخشى} [طه: ٧٧]، وقوله: {لا ترى فيها عوجا ولا أمتا} [طه: ١٠٧]، وقوله: {لا تبقى ولا تذر} [المدثر: ٢٨] (١).

وكل ذلك لزيادة فائدة في الثاني ليست في الأولى، فإن لم تكن فائدة في المعطوف فلا يصح العطف، فلا تقول (هذا بر وحنطة) و (هذه مدية وسكين).

جاء في (بدائع الفوائد): " القاعدة أن الشيء لا يعطف على نفسه .. فإذا وجدت مثل قولهم (كذبا ومينا) فهو لمعنى زائد في اللفظ الثاني وإن خفي عنك، ولهذا يبعد جدا أن يجيء في كلامهم (جاء عمر وأبو حفص) .. فإن الواو إنما تجمع بين الشيئين لا بين الشيء الواحد، فإذا كان في الاسم الثاني فائدة زائدة على معنى الاسم كنت مخيرا في العطف وتركه (٢).

وقيل: إن عطف أحد المترادفين على الآخر يقصد منه التأكيد (٣).، والتأكيد غير عزيز في كلامهم.

٧ - عطف العام على الخاص، وذلك نحو قوله تعالى: {ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرءان العظيم} [الحجر: ٨٧]، وقوله: {قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى


(١) الاتقان ٢/ ٧١، وانظر المغنى ٢/ ٣٥٧
(٢) بدائع الفوائد ١/ ١٨٩
(٣) الاتقان ٢/ ٧١

<<  <  ج: ص:  >  >>