«من خاصم في باطل وهو يعلمه لم يزل في سخط الله حتى يفرغ».
وروى أيضاً عن النبي صلى الله عليه أنه قال:
«من أعان على خصومه بظلم فقد باء بغضب من الله».
٣٣٣ - وإنما اعتبرنا هذه الشرائط لأن أبا حنيفة يجيز إقرار الوكيل على موكله في مجلس الحكم.
٣٣٤ - وسنذكر في كتاب الوكالة ما يجوز من ذلك، وما لا يجوز، ونذكر الخلاف في ذلك.
نقد وكلاء قاضي القضاة
٣٣٥ - وقد شاهدنا وكلاء شيخنا قاضى القضاة رحمة الله، وهم بالضد من هذه الصفات التي ذكرها أصحابنا، وكان فيهم إنسان يتباهي بالشر في الخصام، ويقول:
- إنما ينبغي أن يتبين الوكيل بما يبصره، وأنني أكره أن أحكى صفات كل واحد منهم وما فعله في حال حياته وانبساطهم عليه والتلاحي في الأحكام عليه بالكتاب والمحتسبين؟ وكان فيهم من يؤثر الوكالة وفيهم من لا يؤثر ذلك وتركها مع القدرة عليها لما رأى أحوال الناس والخليط.
٣٣٦ - وإذ قد ذكرنا الوكلاء فلنذكر أعوان الوكلاء وأتباعهم.
[باب أعوان القاضي وأتباعهم]
وهذا باب أعوان القاضي وأتباعه والمحضرين.
٣٣٧ - قال أصحابنا:
ينبغي أن يتفقد من على بابه من أصحابه وأعوانه والمحضرين، ومن يجري مجراهم، ويمنعهم من المآكل الردية ويقوم منهم من يحب تقويمه، ويبعد منهم من كان معروفاً بالفساد والخيانة ويباعده عن بابه لأن عيبهم راجع عليه وفعلهم عار عليه.