٣٢٧٠ - وقد روى عبد الله بن الزبير عن أبيه قال: أتى أعرابي من أهل نجد عمر فقال: يا أمير المؤمنين:
بلادنا قاتلنا عليها في الجاهلية وأسلمنا عليها في الإسلام فعلى ما تحييها.
فأطرق عمر رحمه الله وجعل يفتل شاربه، وكان إذا كره أمرًا فتل شاربه ونفخ.
فلما رأى الأعرابي ما به جعل يردد ذلك فقال عمر:
المال مال الله والعباد عباد الله، ولولا ما أحمل عليه في سبيل الله ما حميت من الأرض شبرًا في شبر.
٣٢٧١ - قال مالك رحمه الله:
نبئت أنه رحمه الله كان يحمل في كل عام أربعين ألفًا من الظهر وقال مرة من الخيل.
عامل الحمي
٣٢٧٢ - وروى زيد بن أسلم عن أبيه أن عمر رضي الله عنه استعمل مولى له يدعى هنيًا على الحمى.
وقال: يا هنى، اضمم جناحك عن الناس واتق دعوة المظلوم، فإن دعوة المظلوم مجابة، وأدخل رب الصريمة والغنيمة وإياك ونعم ابن عوف ونعم ابن عفان فإنهما إن تهلك ماشيتهما يرجعان إلى شيء من زرع، ويحك إن رب الصريمة ورب الغنيمة أن تهلك ماشيته يأتيني فيقول:
يا أمير المؤمنين يا أمير المؤمنين افتاركهم لا أبالك.
فالماء والكلأ أيسر عندي من الذهب والورق، والذي نفسي بيده، لولا المال الذي أحمل عليه في سبيل الله ما حميت عليهم من بلادهم شبرًا.