وَذَكَرَهُ الْجَلَالُ السُّيُوطِيّ فِي تَارِيخِ الْخُلَفَاءِ عَنْ «هَدِيَّةَ بْنِ خَالِدٍ قَالَ: حَضَرْت عِنْدَ الْمَأْمُونِ فَلَمَّا رُفِعَتْ الْمَائِدَةُ جَعَلْت أَلْتَقِطُ مَا فِي الْأَرْضِ فَنَظَرَ إلَيَّ الْمَأْمُونُ فَقَالَ: أَمَا شَبِعْت؟ قُلْت بَلَى وَلَكِنِّي حَدَّثَنِي حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ عَنْ أَنَسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: سَمِعْت رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: مَنْ أَكَلَ مَا تَحْتَ مَائِدَتِهِ أَمِنَ مِنْ الْفَقْرِ فَأَمَرَ لِي بِأَلْفِ دِينَارٍ» .
مَطْلَبٌ: فِي اسْتِحْبَابِ تَخْلِيلِ مَا بَيْنَ الْأَسْنَانِ وَإِلْقَاءِ مَا يُخْرِجُهُ الْخِلَالُ مِنْ الْخُلَالَةِ
وَتَخْلِيلُ مَا بَيْنَ الْمَوَاضِعِ بَعْدَهُ ... وَأَلْقِ وَجَانِبْ مَا نَهَى اللَّهُ تَهْتَدِ
(وَ) يَحْسُنُ بَعْدَ الْفَرَاغِ مِنْ الْأَكْلِ (تَخْلِيلُ مَا) أَيْ بَقَايَا الطَّعَامِ الْكَائِنِ (بَيْنَ الْمَوَاضِعِ) مِنْ أَسْنَانِهِ فَيُسْتَحَبُّ تَتَبُّعُ ذَلِكَ بِالْخِلَالِ وَإِخْرَاجُهُ مِنْ تِلْكَ الْمَوَاضِعِ (بَعْدَهُ) أَيْ بَعْدَ الْأَكْلِ، وَالْفَرَاغِ مِنْهُ.
قَالَ الْإِمَامُ الْمُحَقِّقُ ابْنُ الْقَيِّمِ: وَالْخِلَالُ نَافِعٌ لِلِّثَةِ، وَالْأَسْنَانِ حَافِظٌ لِصِحَّتِهَا نَافِعٌ مِنْ تَغَيُّرِ النَّكْهَةِ قَالَ: وَأَجْوَدُ مَا اُتُّخِذَ مِنْ عِيدَانِ الْأَخِلَّةِ وَخَشَبِ الزَّيْتُونِ، وَالْخِلَافِ انْتَهَى، وَقَالَ سَيِّدُنَا الشَّيْخُ عَبْدُ الْقَادِرِ قَدَّسَ اللَّهُ سِرَّهُ: يُكْرَهُ التَّخَلُّلُ عَلَى الطَّعَامِ وَلَا يُخَلَّلُ بِقَصَبٍ وَلَا رُمَّانٍ وَلَا رَيْحَانٍ وَلَا طَرْفَاءَ وَنَحْوِ ذَلِكَ؛ لِأَنَّهُ مُضِرٌّ. وَفِي آدَابِ ابْنِ مُفْلِحٍ: وَيُخَلِّلُ أَسْنَانَهُ يَعْنِي بَعْدَ الْأَكْلِ إنْ عَلِقَ بِهَا شَيْءٌ.
رُوِيَ عَنْ ابْنِ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - أَنَّهُ قَالَ: " تَرْكُ الْخِلَالِ يُوهِنُ الْأَسْنَانَ، وَرَفَعَهُ بَعْضُهُمْ. وَرَوَى أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ وَغَيْرُهُ مِنْ رِوَايَةِ وَاصِلِ بْنِ السَّائِبِ، وَهُوَ ضَعِيفٌ عَنْ أَبِي أَيُّوبَ مَرْفُوعًا «حَبَّذَا الْمُتَخَلِّلُونَ مِنْ الطَّعَامِ وَتَخَلَّلُوا مِنْ الطَّعَامِ، فَإِنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ أَشَدُّ عَلَى الْمَلَكِ الَّذِي عَلَى الْعَبْدِ أَنْ يَجِدَ مِنْ أَحَدِكُمْ رِيحَ الطَّعَامِ» . وَفِي الْهَدْيِ النَّبَوِيِّ لِلْإِمَامِ ابْنِ الْقَيِّمِ وَرَدَ فِي الْخِلَالِ حَدِيثَانِ لَمْ يَصِحَّا وَذَكَرَ هَذَيْنِ الْحَدِيثَيْنِ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ.
، وَقَالَ عَلِيٌّ الْقَارِئُ: حَدِيثُ «حَبَّذَا الْمُتَخَلِّلُونَ مِنْ أُمَّتِي» قَالَ الصَّغَانِيُّ وَضْعُهُ ظَاهِرٌ وَفَسَّرَهُ بِتَخْلِيلِ الْأَصَابِعِ فِي الْوُضُوءِ وَبِالتَّخْلِيلِ بَعْدَ الطَّعَامِ وَاَللَّهُ وَلِيُّ الْإِنْعَامِ (وَأَلْقِ) مَا يُخْرِجُهُ الْخِلَالُ مِنْ الْخُلَالَةِ كَثُمَامَةٍ يَعْنِي بِضَمِّ الْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute