وَلَا تَعُبَّهُ عَبًّا فَتَفُوزَ بِاتِّبَاعِ سُنَّةِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَتَسْلَمَ مِنْ دَاءِ الْكَبِدِ وَكُلِّ مَا أَلَمَّ، فَقَدْ رَوَى الطَّبَرَانِيُّ عَنْ بَهْزٍ قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَسْتَاكُ عَرَضًا وَيَشْرَبُ مَصًّا وَيَتَنَفَّسُ ثَلَاثًا وَيَقُولُ هُوَ أَهْنَأُ وَأَمْرَأُ وَأَبْرَأُ» . وَرَوَاهُ أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ أَكْتَمَ وَلَفْظُهُ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَسْتَاكُ عَرَضًا وَيَشْرَبُ مَصًّا وَيَقُولُ هُوَ أَهْنَأُ» .
مَطْلَبٌ: فِي تَنْحِيَةِ الْإِنَاءِ عَنْ الْفَمِ وَالشُّرْبِ ثَلَاثًا
وَنَحِّ الْإِنَاءَ عَنْ فِيكَ وَاشْرَبْ ثَلَاثَةً ... هُوَ أَهْنَا وَأَمْرَا ثُمَّ أَرْوَى لِمَنْ صَدِي
(وَنَحِّ) أَيْ افْصِلْ وَأَبِنْ (الْإِنَاءَ) أَيْ الْوِعَاءَ الَّذِي فِيهِ مَاءُ شُرْبِك (عَنْ فِيك) أَيْ فَمَك، اقْتِدَاءً بِالْمُصْطَفَى - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَامْتِثَالًا لِأَمْرِهِ (وَاشْرَبْ ثَلَاثَةً) أَيْ فِي ثَلَاثَةِ أَنْفَاسٍ (هُوَ) أَيْ الشُّرْبُ كَذَلِكَ (أَهْنَأُ) لِلشَّارِبِ، وَالْهَنِيءُ، وَالْمُهَنَّأُ مَا أَتَاك بِلَا مَشَقَّةٍ، وَهُوَ هَنِيءٌ سَائِغٌ (وَأَمْرَأُ) لِلشَّارِبِ مِنْ غَيْرِهِ قَالَ فِي الْقَامُوسِ: وَمَرَأَ الطَّعَامُ مُثَلَّثَةُ الرَّاءِ مَرَاءَةً فَهُوَ مَرِيءٌ هَنِيءٌ حَمِيدُ الْمَغَبَّةِ بَيِّنُ الْمَرَاءَةِ، وَهَنَّأَنِي وَمَرَأَنِي، وَإِنْ أُفْرِدَ فَأَمْرَأَنِي، يَعْنِي أَنَّ لَفْظَةَ مَرَأَنِي لِلْمُشَاكَلَةِ وَإِلَّا فَحَقِيقَتُهَا أَمْرَأَنِي وَكَلَأٌ مَرِيءٌ غَيْرُ وَخِيمٍ.
(ثُمَّ) الشُّرْبُ ثَلَاثُ مَرَّاتٍ كَمَا وُصِفَ (أَرْوَى) أَيْ أَكْثَرُ رِيًّا وَأَحْسَنُ رِيًّا، وَهُوَ مِنْ الرِّيِّ بِكَسْرِ الرَّاءِ غَيْرِ مَهْمُوزٍ (لِمَنْ) أَيْ لِشَخْصٍ (صَدِي) عَطِشٍ. وَفِي الْحَدِيثِ «لَتَرِدُنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ صَوَادِيَ» أَيْ عِطَاشًا. صَدِي كَرَضِي، صَدًى فَهُوَ صَدٍ وَصَادٍ وَصَدْيَانُ، وَهِيَ صَدْيَا وَصَادِيَةٌ إذَا كَانَ عَطْشَانَ.
وَدَلِيلُ مَا ذُكِرَ مَا أَخْرَجَهُ الشَّيْخَانِ عَنْ أَنَسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يَتَنَفَّسُ إذَا شَرِبَ ثَلَاثًا» زَادَ مُسْلِمٌ وَالتِّرْمِذِيُّ «وَيَقُولُ إنَّهُ أَرْوَى وَأَمْرَأُ وَأَبْرَأُ» وَفِي رِوَايَةٍ لِأَبِي دَاوُد أَهْنَأُ بَدَلَ أَرْوَى ".
وَرَوَى عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - قَالَ: «رَأَيْت رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَشْرَبُ يَوْمًا فَشَرِبَ فِي ثَلَاثَةِ أَنْفَاسٍ، فَقُلْت: يَا رَسُولَ اللَّهِ تَشْرَبُ الْمَاءَ فِي ثَلَاثَةِ أَنْفَاسٍ؟ فَقَالَ: نَعَمْ هُوَ أَشْفَى وَأَبْرَأُ وَأَمْرَأُ» .
وَرَوَى ابْنُ عَدِيٍّ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute