أَكْثَرُ مِنْ الْكَسْرِ. وَفِي الْقَامُوسِ: الْقُدْوَةُ مُثَلَّثَةٌ وَكَعُدَّةِ مَا تَسَنَّنْتَ بِهِ وَاقْتَدَيْتَ بِهِ.
وَقَدْ رَوَى أَبُو بَكْرٍ الْآجُرِّيُّ فِي كِتَابِ اللِّبَاسِ بِإِسْنَادِهِ عَنْ ابْنِ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - أَنَّهُ كَانَ يَلْبَسُ النَّعْلَ السِّبْتِيَّةَ، وَيَتَوَضَّأُ فِيهَا وَيَذْكُرُ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يَفْعَلُ ذَلِكَ. وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيُّ وَغَيْرُهُمَا. وَرَوَاهُ الْحَافِظُ ابْنُ الْجَوْزِيِّ بِسَنَدِهِ إلَى عُبَيْدِ بْنِ جُرَيْجٍ «أَنَّهُ قَالَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا -: رَأَيْتُك تَلْبَسُ النِّعَالَ السِّبْتِيَّةَ، قَالَ إنِّي رَأَيْت رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَلْبَسُ النِّعَالَ السِّبْتِيَّةَ الَّتِي لَيْسَ فِيهَا شَعْرٌ وَيَتَوَضَّأُ فِيهَا» . وَرَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَغَيْرُهُ.
قَالَ: وَقَالَ أَبُو ذَرٍّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -: «رَأَيْت رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُصَلِّي فِي نَعْلَيْنِ مَخْصُوفَيْنِ مِنْ جُلُودِ الْبَقَرِ» .
مَطْلَبٌ: يُسْتَحَبُّ كَوْنُ النَّعْلِ أَصْفَرَ وَالْخُفِّ أَحْمَرَ أَوْ أَسْوَدَ.
(تَنْبِيهَاتٌ) :
(الْأَوَّلُ) : قَالَ عُلَمَاؤُنَا - رَحِمَهُمْ اللَّهُ تَعَالَى -: يُسْتَحَبُّ كَوْنُ النَّعْلِ أَصْفَرَ وَالْخُفِّ أَحْمَرَ أَوْ أَسْوَدَ.
قَالَ فِي الْآدَابِ: وَيُرْوَى عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ أَنَّهُ قَالَ: النَّعْلُ السَّوْدَاءُ تُورِثُ الْهَمَّ.
وَأَظُنُّ الْقَاضِيَ ذَكَرَهُ فِي كِتَابِ اللِّبَاسِ، قَالَ فَيُؤْخَذُ مِنْهُ الْكَرَاهَةُ.
قَالَ: وَرَوَى أَبُو مُحَمَّدٍ الْخَلَّالُ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - قَالَ: مَنْ لَبِسَ نَعْلًا صَفْرَاءَ لَمْ يَزَلْ يَنْظُرُ فِي سُرُورٍ ثُمَّ قَرَأَ {صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ} [البقرة: ٦٩] .
(الثَّانِي) : قَالَ فِي عَيْنِ الرِّعَايَةِ وَتَبِعَهُ فِي الْآدَابِ وَهُوَ مُرَادُ الْجَمِيعِ: يُبَاحُ الْمَشْيُ فِي قَبْقَابٍ خَشَبٍ وَقِيلَ مَعَ الْحَاجَةِ.
وَذَكَرَ ابْنُ تَمِيمٍ أَنَّ الْإِمَامَ أَحْمَدَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: لَا بَأْسَ بِالْخَشَبِ أَنْ يَمْشِيَ فِيهِ إنْ كَانَ لِحَاجَةٍ.
قَالَ الْيُونِينِيُّ فِي مُخْتَصَرِ الْآدَابِ: وَنَقَلْت مِنْ مَسَائِلِ حَرْبٍ عَنْ الْإِمَامِ أَحْمَدَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قِيلَ لَهُ فَالنَّعْلُ مِنْ الْخَشَبِ؟ قَالَ: لَا بَأْسَ بِهَا إذَا كَانَ مَوْضِعُ ضَرُورَةٍ، وَهُوَ فِي الْآدَابِ، وَكَأَنَّهُ يُرِيدُ أَنْ يُفَرِّقَ بَيْنَ الْقَبْقَابِ وَالنَّعْلِ مِنْ الْخَشَبِ.
وَالْمَذْهَبُ - وَاَللَّهُ أَعْلَمُ - لَا بَأْسَ، وَاَللَّهُ الْمُوَفِّقُ.