للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَقَالَ غَيْرُهُ: وَالْبَرَاعَةُ فِي الْجِيدِ. وَالرِّقَّةُ فِي الْأَطْرَافِ، وَأَكْثَرُ هَذَا التَّنْزِيلِ عَلَى التَّقْرِيبِ، وَالتَّحْقِيقِ مِنْهُ بَعِيدٌ.

وَقَالَ رَجُلٌ لِأَعْرَابِيَّةٍ: إنِّي أُرِيدُ أَنْ أَتَزَوَّجَ فَصِفِي لِي النِّسَاءَ، قَالَتْ لَهُ: عَلَيْك بِالْبَضَّةِ الْبَيْضَاءِ الدَّرْمَاءِ اللَّعْسَاءِ الشَّمَّاءِ الْجَيْدَاءِ؛ الرَّبْحَلَةِ السَّبْحَلَةِ، الْمُدْمَجَةِ الْمَتْنِ، الْخَمِيصَةِ الْبَطْنِ، ذَاتِ الثَّدْيِ النَّاهِدِ، وَالْفَرْعِ الْوَارِدِ

وَالْعَيْنِ النَّجْلَاءِ، وَالْحَدَقَةِ الْكَحْلَاءِ، وَالْعَجِيزَةِ الْوَثِيرَةِ، وَالسَّاقِ الْمَمْكُورَةِ، وَالْقَدَمِ الصَّغِيرَةِ فَإِنْ أَصَبْتهَا فَأَعْطِهَا الْحُكْمَ فَإِنَّهُ غُنْمٌ مِنْ الْغُنْمِ.

قَالَ فِي كِفَايَة الْمُتَحَفِّظِ: الْبَضَّةُ الرَّقِيقَةُ الْجِلْدِ. وَفِي الْقَامُوسِ: دَرِمَ كَفَرِحِ اسْتَوَى وَالْكَعْبُ أَوْ الْعَظْمُ وَأُرَاهُ اللَّحْمَ حَتَّى لَمْ يَبِنْ لَهُ حَجْمٌ. وَامْرَأَةٌ دَرْمَاءُ لَا يَتَبَيَّنُ كُعُوبُهَا وَمَرَافِقُهَا. وَاللَّعْسَاءُ هِيَ الَّتِي فِي شَفَتِهَا سَوَادٌ. وَكَذَا اللَّمْيَاءُ وَالشَّمَّاءُ هِيَ الَّتِي فِي أَنْفِهَا ارْتِفَاعٌ وَاسْتِوَاءٌ؛ فَإِنْ ارْتَفَعَ وَسَطُ الْأَنْفِ عَنْ طَرَفَيْهِ فَهُوَ أَقْنَى وَالْمَرْأَةُ قَنْوَاءُ وَالْجَيْدَاءُ طَوِيلَةُ الْجِيدِ، وَالْجِيدُ بِالْكَسْرِ الْعُنُقُ أَوْ مُقَلَّدُهُ أَوْ مُقَدَّمُهُ كَمَا فِي الْقَامُوسِ، وَفِيهِ جَارِيَةٌ رِبْحِلَةٌ ضَخْمَةٌ جَيِّدَةُ الْخَلْقِ طَوِيلَةٌ. وَالسَّبْحَلَةُ الْحَسَنَةُ الْخَلْقِ.

قَالَ الْمُتَنَبِّي:

سَارُوا بِخَرْعُوبَةٍ لَهَا كِفْلٌ ... يَكَادُ عِنْدَ الْقِيَامِ يُقْعِدُهَا

رِبْحِلَةٌ أَسْمَرُ مُقْبِلُهَا ... سَبْحَلَةٌ أَبْيَضُ مَجْرَدُهَا

وَالْمَتْنُ الظَّهْرُ. وَمَعْنَى مُدْمَجَةٍ أَيْ مَلْفُوفَةِ الْمَتْنِ، وَقَوْلُهَا: الْخَمِيصَةِ الْبَطْنِ أَيْ خَالِيَةِ الْبَطْنِ بِمَعْنَى أَنَّهَا غَيْرُ مُنْتَفِخَةِ الْبَطْنِ، يُقَالُ خَمِصَ الْبَطْنُ بِتَثْلِيثِ الْمِيمِ خَلَا. وَيُقَالُ: رَجُلٌ خُمَصَانُ بِالضَّمِّ وَالتَّحْرِيكِ وَخَمِيصُ الْحَشَى أَيْ ضَامِرُ الْبَطْنِ وَهِيَ خَمْصَانَةٌ وَخَمِيصَةٌ كَمَا فِي الْقَامُوسِ، وَقَوْلُهَا ذَاتِ الثَّدْيِ النَّاهِدِ أَيْ صَاحِبَةِ الثَّدْيِ الْمُرْتَفِعِ؛ وَالْفَرْعِ الْوَارِدِ أَيْ الشَّعْرِ الطَّوِيلِ؛ وَالْعَيْنِ النَّجْلَاءِ أَيْ الْوَاسِعَةِ؛ وَالْحَدَقَةِ الْكَحْلَاءِ؛ الْحَدَقَةُ إنْسَانُ الْعَيْنِ وَالْكُحْلُ سَوَادُهَا خِلْقَةً؛ وَالْعَجِيزَةُ الْكِفْلُ؛ وَقَوْلُهَا الْوَثِيرَةِ أَيْ كَثِيرَةِ اللَّحْمِ أَوْ السَّمِينَةِ الْمُوَافِقَةِ لِلْمُضَاجَعَةِ كَمَا فِي الْقَامُوسِ. وَقَوْلُهَا وَالسَّاقِ الْمَمْكُورَةِ الْغَلِيظَةِ الْحَسْنَاءِ؛ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ.

<<  <  ج: ص:  >  >>