[الخوف على الرزق يجب أن لا يقعد بنا عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر]
في الحديث:(إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوماً نطفة، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يرسل إليه الملك، ويأمر بكتب أربع كلمات: أجله، ورزقه، وعمله، وشقي أو سعيد)، يعني: أن رزقك وعملك مكتوبان، وهذا أكثر شيء يخاف عليه الناس.
وبعض الناس تقول له: يا فلان: هل ستأتي لنأمر بالمعروف وننهى عن المنكر؟ فيقول لك: يا أخي دعنا نربي الأبناء، هذا الزمن لا يسمح بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وهذا خذلان وانتكاسة للقلوب؛ لأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يسقط في زمن من الأزمان، بل هو واجب في حق كل واحد على قدر ما يستطيع.
وفي حديث أبي سعيد الخدري عند مسلم يقول النبي صلى الله عليه وسلم:(من رأى منكم منكراً فليغيره بيده)، فإذا لم أستطع بيدي فبلساني، فإذا لم أستطع بلساني فبقلبي، وهل من المعقول ألا يستطيع أحد أن ينكر المنكر بقلبه؟ أنا لو مررت على أناس يعصون الله تبارك وتعالى، فإذا لم أستطع أن أغير هذا المنكر بيدي ولا بلساني، أليس في مقدوري ألا ألقي عليهم السلام؟ أليس بمقدوري أن أعبس ويتغير وجهي إذا نظرت في وجوههم؟ أليس بمقدوري أن أبغض ذلك من قلبي على الأقل، حتى تكون هناك براءة أمام الله عز وجل.
لو أنك جلست مع قوم سوء فخاضوا في الغيبة والنميمة، ولم يكن في مقدورك أن تبدل وأن تغير هذا الحال؛ أليس بمقدورك أن تنصرف أنت عن هذا المنكر؟! لذلك يقول أهل العلم: إذا لم تستطع أن تنهي المنكر فأعرض عنه، هذه كلها أمور ينبغي أن يعقدها المرء في قلبه، ويتقرب إلى مولاه بها.