للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر]

من أسباب الهلاك كذلك: ترك واجب من أوجب واجبات الشرع، ومن أفرض فرائض الدين، وهو: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

والله ما أتى أحد منكم المسجد إلا بعد أن دعاه أحدنا، فما أنتم ولا أمثالكم إلا ثمرة قيام بعض المخلصين بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، منذ عدة عقود من الزمان ما كنا نجد في المدينة كلها رجلاً قد أطلق لحيته، ولا امرأة عفيفة متسترة، والآن نرى هذا في كل بيت من بيوت المسلمين ولله الحمد والمنة، لماذا؟ لأن هذه الصحوة المباركة التي باركها الله عز وجل ووفقها وثبتها وأيدها، رغم ما ينزل بها من ويلات في الداخل والخارج إلا أنها عملت بهذا الواجب، ولذلك قال النبي عليه الصلاة والسلام: (والذي نفس محمد بيده! لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر، أو ليسلطن الله عليكم عذاباً ثم تدعونه فلا يستجيب لكم).

و (قرأ أبو بكر الصديق رضي الله عنه آية من كتاب الله عز وجل، وهي قوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} [المائدة:١٠٥] ثم قال: أيها الناس! إنكم تقرءون هذه الآية وتفهمونها على غير وجهها - أي: على غير مراد الله منها - وإني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله بعذاب) أن يعمهم جميعاً الصالح منهم والطالح، المؤمن منهم والفاسق الفاجر، ثم يبعث كل على نيته.

فهذا واجب من أوجب واجبات الشرع فرطت فيه الأمة شيئاً كثيراً، وعمل بعض أفرادها بهذا الواجب ومع هذا تجد الثمرة عظيمة جداً مع قلة الجهد، وهذا فضل الله عز وجل يؤتيه من يشاء سبحانه وتعالى، يهدي من يشاء ويضل من يشاء، لا معقب لحكمه ولا راد لقضائه سبحانه، لا يسأل عما يفعل وهم يسألون.

أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم، وصلى الله على نبينا محمد.

<<  <  ج: ص:  >  >>