للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[التعالي والتعالم والغرور والاستقلالية]

والعلامة السادسة: التعالي والتعالم والغرور والاستقلالية، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا ألفين أحدكم متكئاً على أريكته شبعان).

هذه علامة أهل الأهواء والبدع، تراه متكئاً شبعان قد ملأ بطنه، (يأتيه الأمر من أمور الحلال والحرام فيقول: ما وجدنا في كتاب الله حراماً حرمناه، وما وجدنا في كتاب الله حلالاً أحللناه، فيقول النبي عليه الصلاة والسلام: ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه).

فهذا الرجل صاحب الهوى يقول: قال أحمد بن حنبل في المسألة كيت وكيت وكيت.

وأنا أقول كيت وكيت وكيت.

ثم يقول: هذا رأيي ومن كان عنده غير ذلك فليأتني به وهيهات! ثم يقول: لقد ظهر لي بحمد الله ما لم يظهر لأئمة الدين، تصور الكلمات التي تقرؤها في كتابه، وتأمل صاحب الكتاب فإنك ستجده إنساناً مغموراً محفوراً لا أحد يعلم به لا من الإنس ولا من الجن، فهذا جزاؤه الضرب بالنعل، لكن لما انتشر التصنيف في عصر الفوضى، كان لكل من هب ودب أن يتكلم في دين الله؛ وذلك لأن الدين مرتع له، فلا يستطيع أحد أن يتكلم في الطب أو الهندسة أو الفيزياء أو غير ذلك من علوم الدنيا، ولكن الشرع ساحة بلا حارس، ومن عجز عن الكلام في غيره فليتفضل، ولينتهك ولينهش.

وفوق هذا يقول: هذا وأظنني غير مسبوق بها، وقد أتيت بما لم تأت به الأوائل.

<<  <  ج: ص:  >  >>