يقول شيخ الإسلام ابن القيم عليه رحمة الله: درجات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أربع: فإما أن يزول بالكلية، وإما أن يزول بعضه، فهاتان الدرجتان الدعوة فيهما واجبة بلا خلاف، نقل الإجماع غير واحد في هاتين الدرجتين.
الثالثة: أن يزول المنكر، لكن يحل محله منكراً آخر يساويه في الدرجة والمرتبة، فهذا بيت القصيد، ومحل اجتهاد أهل العلم في كل حادثة بعينها.
أما الرابعة: أن يزول المنكر ويحل محله منكراً أعظم وأخطر، فحينئذ يحرم تغيير المنكر؛ لأنه يؤدي إلى مفسدة أعظم، والنبي عليه الصلاة والسلام قال:(ما أمرتكم بأمر فائتوا منه ما استطعتم).
فجعل الأمر بالمعروف وإتيان الطاعة محله الاستطاعة.
أما المنكر فقال فيه:(وما نهيتكم عن شيء فاجتنبوه)؛ للدلالة على أن ذلك في مقدور كل إنسان، ولابد من الإتيان به بين يدي الله عز وجل، هذه درجات المنكر.
إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجب عظيم، فينبغي على أفراد الأمة وجماعتها أن يتنبهوا لهذا الواجب العظيم، فتركه فيه إزالة وتمييع لأمر دينهم الذي هو دين الحق.