[استئمان الكفار والتشبه بهم والرضا بأعمالهم وتعظيمهم ومساكنتهم]
من صور الولاء المحرم: استئمانهم وقد خونهم الله عز وجل، فهم خونة، فإذا كانوا يخونون الله ورسوله؛ فلم لا يخونون المؤمنين حينئذ؟! ومع هذا نحن نستأمنهم ونقول: هم ناس صادقون مجدون صريحون وغير ذلك.
وكذلك من صور الولاء المحرم: الرضا بأعمالهم والتشبه بهم، والتزيي بزيهم.
وكذلك إعانتهم على ظلمهم ونصرتهم ومناصحتهم والثناء عليهم، ونشر فضائلهم، وتعظيمهم، وإطلاق الألقاب عليهم.
وكذلك السكنى معهم في ديارهم، وتكثير سوادهم، وقد نهانا النبي عليه الصلاة والسلام عن الهجرة إلى بلاد الكفار، قال عليه الصلاة والسلام:(لا هجرة بعد الفتح)، أي: لا هجرة من مكة بعد فتحها؛ لأنها صارت بلد إيمان وإسلام، بعد أن كانت بلد شرك وكفر، فلا هجرة منها، (ولكن جهاد ونية)، لكن الهجرة من بلاد الكفر إلى بلاد الإيمان باقية بقاء الدهر، حتى يرث الله الأرض ومن عليها، لكن نجد الآلاف من الناس يتمنون لو أنهم يذهبون إلى بلاد الكفار، فتراهم يترددون على سفارات الكفار في بلاد المسلمين، كل ذلك رغبة في تلك الملذات والشهوات، لم يذهبوا لإظهار معالم الدين الإسلامي، ولا لأجل تبليغ أحكام هذا الدين، وبيان فضائله، إنما ذهبوا لجمع الدنيا، وذهبوا إلى بلاد الكفر للنظر إلى المرأة الجميلة ذات الشعر الأصفر والعيون الزرقاء، والسيقان البيضاء، لا غرض لهم إلا هذا، فتراهم يعملون بالليل والنهار في الخمور، ثم هم ينفقون أموالهم على النساء والخمور، فإنا لله وإنا إليه راجعون.
قال النبي عليه الصلاة والسلام:(من جامع المشرك وسكن معه؛ فإنه مثله).
أي: من اجتمع مع المشرك في بلد من البلاد، وسكن معه، فإنه مثله.
وقال عليه الصلاة والسلام:(لا تساكنوا المشركين ولا تجامعوهم، فمن ساكنهم أو جامعهم فليس منا).
وقال عليه الصلاة والسلام:(من أقام بين ظهراني المشركين فليس مني).
وفي رواية عند أبي داود:(فقد برئت منه الذمة).
ولذلك أجمع علماء السنة أنه لا يجوز الذهاب إلى بلاد الكفار إلا لغرض شرعي، وأن تصطحب معك زوجتك؛ حتى لا تتعرض لفتنة النساء هناك، ثم إذا فرغت من حاجتك ترجع إلى بلادك، والنبي عليه الصلاة والسلام يقول:(السفر قطعة من العذاب، فإذا قضى أحدكم نهمته فليعجل الكرة إلى أهله).
فإذا كان هذا في بلاد المسلمين، فما بالكم إذا كان السفر إلى بلاد الكفار؟! فإنا لله وإنا إليه راجعون.