ومن حقوق الأخوة كذلك الصفح عن عثرات الإخوان، وترك تأنيبهم عليها؛ لأن المرء إذا أُنب على كل خطأ فلابد أن يمل، ولذلك كان النبي عليه الصلاة والسلام إذا رأى خطأ من بعض أصحابه نصح نصيحة عامة، ولا يخص الذي أخطأ بعينه، وإنما كان يقول:(ما بال أقوام يفعلون كذا وكذا)، ولا يقل: ما بال فلان بن فلان، أو فلانة بنت فلان، وإنما يقول: ما بال أقوام، فيصلح أمر المخطئ، ويعم بالنصيحة دون إحراج، لا يخص الذي أخطأ، فربما لا يدري الذي أخطأ أنه أخطأ أو أنه خالف الشرع، فالأولى أن يترفق به، ولا يؤنب في كل كبيرة وصغيرة، ويتوجه إليه بالنصيحة بلطف ورفق، وموافقة الإخوان والأصحاب والخلان خير من مخالفتهم الدائمة، ما لم يكن في هذه الموافقة إثم في مخالفة أمر أو ارتكاب نهي، والعفو عن زلاتهم وحمد الإحسان منهم أكبر عامل على دوام هذه الأخوة الإيمانية.