[الرضا بكفر الكافرين والشك في كفرهم وموالاتهم والتحاكم إليهم]
منها: الرضاء بكفر الكافرين، أو الشك في كفرهم، أو تصحيح مذاهبهم، هذا كفر بواح.
كذلك أن يتولاهم المرء محبة ونصرة وتأييداً وتصحيحاً ومساندة ومساعدة وغير ذلك، فهذا -بلا شك- بلاء عظيم جداً.
وكذلك التحاكم إليهم دون كتاب الله عز وجل، لا يتحاكم إلى كتاب الله، وإنما يتحاكم إلى تلك القوانين الوضعية، وإلى حثالتهم الفكرية.
وكذلك مودتهم ومحبتهم والركون إليهم، وقد قال الله تعالى:{وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ}[هود:١١٣].
وكذلك مداهنتهم ومداراتهم ومجاملتهم على حساب الدين، قال الله تعالى:{وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ}[القلم:٩].
وكذلك اتخاذهم بطانة أعواناً وأنصاراً من دون المؤمنين.
يعني: اتخاذهم أعواناً، كوزير أو وكيل وزارة وغير ذلك، فهؤلاء الكفار لا يجوز اتخاذهم بطانة في بلاد المسلمين، قال الله تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ}[آل عمران:١١٨]، أي: من غيركم يا أهل الإيمان، {لا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ}[آل عمران:١١٨] أي: أنهم يتمنون نزول العنت بكم، {قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ}[آل عمران:١١٨] إي والله قد بدت البغضاء، ولم يقل الله عز وجل: قد أبدوا البغضاء، وإنما بدت البغضاء وظهرت وخرجت بنفسها بغير قصد منهم، كأن البغضاء ملأت قلوبهم، ثم فاضت على صدورهم، فخرجت من ألسنتهم بغير قصد، {قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ}[آل عمران:١١٨].
هذه هي الحرب الحقيقية بين أهل الإيمان والفسق، {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ}[البقرة:١٢٠].