وكذلك نبينا عليه الصلاة والسلام لم يمت ولم يقبض إلى ربه إلا بعد أن أدى النصيحة لهذه الأمة وأكمل الله تبارك وتعالى به هذه الشريعة ورضي الله تعالى لنا النعمة خير رضا، ولكن هذه الأمة وإن كانت متبعة بأقوالها إلا أنها أعرضت وكذبت واستغنت بأعمالها وأفعالها، وإلا فما قولكم في القائل الذي يقول: هل تريدون أن ترجعوا بنا إلى العصر الحجري؟! هل تريدون أن ترجعوا بنا إلى عصر رعاية الأغنام؟! هل تريدون أن ترجعوا بنا إلى ما كان عليه البدو في باديتهم؟! إنما نحن متحضرون، ونحن في قرن التقدم والحضارة.
إن الرد عليهم أن التقدم والحضارة إنما هو في اتباع الأنبياء والمرسلين لا في اتباع عقولكم ولا أهوائكم ومشاربكم، فإن هذه الحضارة لا بد وأن تزول في يوم من الأيام حتى يرجع الناس رغم أنوفهم إلى ما كان عليه رعاة الأغنام، وعليهم تقوم الساعة.