ضرب النبي صلى الله عليه وسلم مثلاً للنصر الحقيقي الذي ينبغي أن يحرص عليه المرء، وللأشخاص الذين يموتون وتبقى عقائدهم، وذلك فيما أخرجه مسلم من حديث صهيب الرومي رضي الله تعالى عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (كان فيمن كان قبلكم ملك له ساحر يسحر له)، وهذا على عادة الملوك والرؤساء والزعماء، فإنما يصدرون عن تكهنات وأسحار وأوهام، ولذلك تجد أن كل رئيس أو زعيم -إلا من رحم الله- قد اتخذ لنفسه عدة من السحرة والعرافين والكهنة، ولا يصدر إلا عن آرائهم، خاصة في بلاد أوروبا وأمريكا، فلكل رئيس منهم وزعيم وعمدة قرية ساحر يسحر له، ولا يصدر ولا يتحرك إلا بأمره، حتى يكاد أن يكون الذي يحكم العالم اليوم هم السحرة وليسوا تلك الرءوس؛ لأنهم لا يصدرون إلا عن آرائهم.