ومنها: صحبة أهل الوقار، ومن يستحيا منه؛ ليزجره ذلك عن المخالفات، وأما صحبة أهل اللهو واللعب فإنها تعلم اللهو واللعب، وصحبة أهل السمت والوقار والسكينة والرجولة والجد والصبر عليها تعلم الوقار والسكينة والحلم والجد وترك اللهو والهزل، وقد قال علي كرم الله تعالى وجهه ورضي عنه: أحيوا الحياء بمجالسة من يستحيا منه.
فكأن الحياء هذا يموت ويحيا، وحياته بمصاحبة من يستحيا منه.
وقال أحمد بن حنبل رحمه الله: ما أوقعني في بلية إلا صحبة من لا أحتشمه، أي: من لا أستحي منه، وهذا مثل الشخص إذا خلا بنفسه واستشعر أن الله تعالى مطلع عليه ويراه فإنه لا ينتهك محارم الله قط.
وقد سألني سائل أنه لا يقوى على ترك الاستمناء، فقلت: أتستمني أمام أبيك؟ قال: لا، قلت: وأمام أمك؟ قال: لا، أمام أحد من الناس؟ قال: أحياناً أستمني مع أصحابي، أراهم ويرونني، فقلت له: إذا كنت لا تستمني وتستحي من والديك ومن أصحاب الوقار وأهل العلم والصالحين فكيف لا تستحي من الله عز وجل إذا خلوت؟! فأقسم بالله ألا يعود إليها قط مهما بلغت به الشهوة، فقلت له كما قال النبي عليه الصلاة والسلام:(إن تصدق الله يصدقك).
فلو كنت صادقاً في هذا العهد مع الله عز وجل فلابد وأنه سيصرف عنك هذا الشر.