حفظه بالغيب إذا غاب عنك؛ وذلك بأن تقوم على أهله وأولاده وذويه وأقاربه وجيرانه كما كنت تقوم في حضوره، وهذه ضالة مفقودة، فإذا غاب الأخ غاب أخوه عن أبيه وأمه، وإخوته الأشقاء، وإذا مات مات معه زوجه وبنوه، فإنا لله وإنا إليه راجعون! فحق الأخوة أن يبذل الرجل مهجته لإرضاء إخوانه طاعة لله عز وجل ويخدمهم بماله ونفسه وبدنه، ولكنهم إذا غابوا عنه لم يقم بحقوق الأخوة تجاه زوجاتهم وأولادهم، ولا يرعاهم برعاية الله عز وجل، فاتقوا الله، واعلموا أن هذه أخلاق المنافقين لا أخلاق الصالحين الأتقياء.
وتمتين أواصر العلاقات الأخوية لا يكون إلا بأداء الصلاة في جماعة، وخاصة صلاة الجمعة، والحج إلى بيت الله الحرام، والمحافظة على هذه المجامع، فيلقى كل منا أخاه فيطمئن على أحواله وعلى بيته وأهله وأسرته وأولاده.