الرابعة: وضوح الطريق لدى أبناء الأمة، والطريق الوحيد هو طريق الله عز وجل، فلابد من بيانه للجنود الذين يحاربون أعداء الإسلام؛ لأن الواحد منا قد يقاتل شجاعة، ويقاتل حمية، ويقاتل ليقال: جريء، أو شجاع ما أظرفه، ما أعقله، ما أجلده، ليس هذا هو الطريق، وإنما الطريق من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله.
فبنو إسرائيل قالوا:{ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ}[البقرة:٢٤٦]، فحددوا الطريق أمامهم، وأعلنوا أن القتال إنما هدفه إعلاء راية الله عز وجل، ونصر الإسلام على الشرك والكفر، ولذلك المسلم يكون بين أمرين: إما النصر، وإما الشهادة، ولكن مع عدم وضوح الهدف عند الأعداء، فإن الله ألقى في قلوبهم الرعب، ولذلك قال النبي عليه الصلاة والسلام:(ونصرت بالرعب مسيرة شهر)، إذا سمع العدو بمقدم جيش محمد، هزم في عقر داره قبل أن يبلغه الجيش، بل يقول الله عز وجل:{لا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ}[الحشر:١٤]؛ لأن جيش العدو لا يقوى على اللقاء، ولا يصبر عليه، وينهزم في أول وهلة.
أقسم بالله العظيم غير حانث لو أن دولة من دول الإسلام المحيطة بفلسطين رفعت راية الجهاد، ولو في نشرة بثتها من خلال الإعلام أو الصحافة لاعتذر اليهود في نفس اللحظة.
أما التخدير وخداع الشعوب بالسلام العادل والشامل، فلا سلام قط، فضلاً أن يكون عادلاً وشاملاً، والله عز وجل قد بين أن اليهود أهل غدر وظلم، وليسوا أهل سلام، فإما أن نصدق هؤلاء ونكذب الله، وهو واقع الأمة الآن، وإما أن نكذب هؤلاء ونصدق الله إخلاصاً، ونطيعه فيما أمر، ونرفع راية الجهاد، وننهي هذه التمثيلية التي يضحكون بها على المسلمين شرقاً وغرباً.
إذاً: لابد من وضوح الهدف أمام الجنود؛ حتى يقاتلوا على نور وبصيرة.