أما إذا كنت موحداً لله عز وجل، فما ثمرة هذا التوحيد في تزكية نفسك؟ لا شك أن من حقق التوحيد لله عز وجل، وعلم أنه الإله الواحد، وأن هذا الإله متصف بصفات، هذه الصفات قد أوجب الله علي أن أؤمن بهذه الصفات، وأن هذه الصفات ليست مخلوقة لله عز وجل، وإنما هي تنقسم إلى: صفات ذات، وصفات أفعال.
فصفات الذات: هي لازمة لذات الله عز وجل لا تنفك عنه، فإن الله تبارك وتعالى يرى، ويسمع، وهذه صفات لازمة لذاته تبارك وتعالى.
وكذلك له صفات فعلية، كصفة الكلام، والمجيء، والمشي، والهرولة، وغير ذلك من الصفات؛ ولكن هذه الصفات فعلية، إذا أراد تبارك وتعالى أن يتكلم تكلم بما شاء وكيف شاء، فلا نقول: إن كلام الله مخلوق؛ لأن صفة الكلام ثابتة لله عز وجل، وكل صفاته وأسمائه ليست مخلوقة بل هي لازمة لذاته سبحانه وتعالى على القدر الذي يليق به سبحانه وتعالى، أي: على الكمال والتمام، فهنا إذا آمنت حق الإيمان بأن الله تبارك وتعالى من أسمائه الرزاق، وهو يرزق عباده فأنت مؤمن، ولذلك توحيدك لله عز وجل يستلزم أن تؤمن إيماناً جازماً بأسمائه وصفاته.