العلامة السابعة من علامات وملامح أهل الأهواء: اختلافهم في منهج الاستدلال والتلقي.
إذا أردت أن تستدل على شيء بدليل؛ فإنك تقول: قال الله قال رسوله، تستدل بالمنقول، وصاحب الهوى لا علاقة له بالمنقول ولا علاقة له بالنصوص، فتراه يستدل بالآراء، قال أهل العلم: إياكم وأرأيت؟ أو رأيت إياكم وإيانا.
فصاحب الهوى منهجه في الاستدلال والتلقي منهج يخالف منهج أهل السنة والجماعة؛ لأنه يقول: إني أرى، وإني رأيت، وإن هذا الأمر معقول، وهذا غير معقول، هذا يدخل في عقلي ويستوعبه، وهذا لا يدخل فيه ولا يستوعبه، ولذلك أنا أقبل هذا، وأرد هذا بعقلي، أما أهل السنة والجماعة فإن منهجهم في الاستدلال ما قاله ابن القيم رحمه الله: العلم قال الله قال رسوله قال الصحابة ليس بالتمويه ما العلم نصبك للخلاف سفاهة بين الرسول وبين قول فقيه فمنهج التلقي عند أصحاب البدع: قال الشيخ الفلاني، وقالت الطائفة الفلانية، وقال به الجماعة الفلانية، أي: قالت جماعتي وطائفتي وشيخي.
يا فلان! هذه الجماعة خالفت كتاب الله في قول كيت، وخالفت سنة النبي صلى الله عليه وسلم بقول كيت؟ فيقول: أنا لا أعرف شيئاً من هذا، يكفيني أن آخذ على الشيخ الفلاني؛ لأنه شيخ الطائفة، أو شيخ الجماعة، أو شيخ الفرقة، أو شيخ المجموعة، أو الفئة من الناس أو غير ذلك، منهجه في التلقي يختلف عن منهج أهل السنة والجماعة، فيجعل قول شيخه وجماعته وطائفته فيصلاً في القضية المطروحة، وكذلك أصحاب الأهواء جميعاً.