ومن حقوق الأخوة في الله: المعاشرة بالحسنى، ومعاشرة الموثوق بدينه وأمانته ظاهراً وباطناً، كما قال الله تعالى:{لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ}[المجادلة:٢٢]، وعدد الله عز وجل في الآية كل ما يمكن أن يكون قريباً منه، فلا يمكن أن تكون هناك مودة قط بين رجل آمن بالله ورسوله وبين رجل لم يؤمن بالله ورسوله، ولو كان أقرب المقربين إليه.
وحسن المعاشرة تكون مع الأكابر بالحرمة والخدمة والقيام بأشغالهم، وتكون مع الأقران ومن كان في عمرك وسنك بالنصيحة، وبذل الموجود الممكن لهم، ما لم يكن إثماً، وللصغار والأتباع بالإرشاد والتأديب والحمل على ما يوجبه العلم، وآداب السنة، وأحكام البواطن، والهداية، والتقويم بحسن الأدب.