[فضل الآيتين الأخيرتين من سورة البقرة وفضل البقرة وآل عمران والفاتحة]
فعند البخاري ومسلم من حديث ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه)، وهما من أول قول الله عز وجل:{آمَنَ الرَّسُولُ}[البقرة:٢٨٥] إلى قوله: {فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}[البقرة:٢٨٦]، ومعنى كفتاه، قيل: كفتاه من قيام الليل، وقيل: كفتاه من مس الشيطان، وقيل: كفتاه في الفضل وغير ذلك كثير، وقال النبي عليه الصلاة والسلام:(اقرءوا البقرة وآل عمران فإنهما يظللان صاحبهما، كأنهما غمامتان، أو غيايتان، أو صفان من طير صواف)، أي: مثل أن يأتي صف طير حمام فيظل من يسير تحته، فكذلك البقرة وآل عمران يأتيان يشفعان للعبد يوم القيامة.
ولذلك في حديث أسيد بن حضير رضي الله عنه الذي كان جميل الصوت، فقد جاء عند البخاري:(قام ليلة يقرأ بسورة البقرة فجالت فرسه)، يعني: كلما قرأ ارتعد الفرس واضطرب، وكان مع أسيد بن حضير ولده الصغير يحيى وكان في مؤخرة رحل الفرس، وخشي على ولده أن تصيبه قدم الفرس، فقال:(فأخذت ولدي وأردت الانصراف غير أني نظرت إلى السماء فوجدت مثل الظلة فيها مصابيح، فارتعد أسيد بن حضير فلما غدا إلى النبي عليه الصلاة والسلام قال له: لقد قرأت يا رسول الله حتى جالت فرسي، فكلما سكت سكنت وكلما قرأت جالت حتى خشيت على ولدي يحيى قال: تلك الملائكة، أما إنك لو قرأت حتى أصبحت لأصبح صبيان المدينة ينظرون إليهم عياناً)، (وكان النبي عليه الصلاة والسلام جالس مع جبريل فإذا باب فتح من السماء لم يفتح من قبل قط، فنظر جبريل عليه السلام فقال: يا محمد! هذا باب من السماء فتح لم يفتح من قبل، فنزل منه ملك؛ حتى أتى إلى النبي صلى الله عليه وسلم وجلس بين يديه، فقال: يا محمد! لقد أوتيت نورين لم يؤتهما نبي قبلك: فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة، وإنك ما دعوت بحق منهما إلا استجيب لك).
ويقول النبي عليه الصلاة والسلام كما في حديث ابن مسعود:(اقرءوا البقرة؛ فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة)، أي: السحرة، فالبيت الذي يقرأ فيه القرآن وخاصة سورة البقرة لا يمكن أن يدخله الشيطان.
أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.