الآية الرابعة: قول الله تعالى: {يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ}[النحل:٥٠]، وهذا أمر لازم، إذا أيقنت أن الله تعالى فوقك فلابد وأن يورثك الخوف منه سبحانه وتعالى، ولا شك أن هذه الآية وردت في ملائكة الرحمن، وأنا وأنت نؤمن بلا نزاع أن ملائكة الله عز وجل في السماوات، والله عز وجل فوقهم، فإن الله تعالى خلق سبع سماوات، وفوق السماء السابعة البحر المسجور، وفوق البحر الكرسي، وفوق الكرسي العرش، والله مستو على العرش، والكرسي موضع قدميه سبحانه وتعالى كما صح في ذلك الأقوال والأخبار.
إذاً: الملائكة في السماوات، والله عز وجل فوق العرش، وإن لم يقل السلف بذاته إلا أن الأمر لزم بعد عصور السلف، فاضطروا اضطراراً لإثبات العلو الذاتي لله عز وجل أن يقولوا: إن الله تعالى مستو على العرش بذاته، وهو مع خلقه معية علم وإحاطة وسمع وبصر وإدراك ونصرة وتأييد.
فقوله تعالى:{يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ}[النحل:٥٠] أي: أن الملائكة يخافون الله عز وجل وهو فوقهم.