[من قصص الأسخياء]
كان لـ عثمان على طلحة رضي الله عنهما خمسين ألف درهم، فخرج إلى المسجد، فقال له طلحة: قد تهيأ مالك فاقبضه، فقال: هو لك يا أبا محمد! جزاء لك على مروءتك.
وجاء أعرابي إلى طلحة فسأله وتعرف إليه برحم، وقال له: أنا أعرفك من بعيد، فقال: إن هذه الرحم ما سألني بها أحد قبلك، فأعطاه ثلاثمائة ألف درهم.
وقال عروة: رأيت عائشة رضي الله عنها توزع سبعين ألفاً في درعها، وهي ترقع ثوبها، ولم تشتر ثوباً آخر، بل رقعته، ووزعت المال الذي بين يديها في سبيل الله عز وجل.
وروي: أنها قسمت في يوم واحد مائة وثمانين ألف درهم بين الناس، فلما أمست قالت: يا جارية! علي فطوري -فقد كانت صائمة- فجاءتها بخبز وزيت، فقالت لها أم برة: ما استطعت فيما قسمت اليوم أن تشتري لنا بربع دينار لحماً نفطر عليه؟ قالت: لو ذكرتيني لفعلت.
واشترى عبد الله بن عامر من خالد بن عقبة بن أبي معيط داره التي في السوق بتسعين ألف درهم، فلما كان في الليل سمع بكاء أهل خالد، فقال لأهله: مال هؤلاء؟ قالوا: يبكون على دارهم، فقال: يا غلام! آتهم فأعلمهم أن الدار والمال لهم جميعاً.
وبعث رجل إلى عبد الله أنه وصف لعلاجه لبن البقر فابعث لي بقرة أشرب من لبنها، فبعث إليه بسبعمائة بقرة ورعاتها وقال: إن القرية التي كانت ترعى فيها لك كذلك.
فهو طلب بقرة واحدة يشرب لبنها، ففوجئ بقرية من البقر.
ودخل علي بن الحسين على محمد بن أسامة بن زيد في مرضه، فجعل يبكي، فقال: ما شأنك؟ قال: علي دين، قال: كم هو؟ قال: خمسة عشر ألف دينار، فقال: هو علي.
وجاء رجل إلى معن بن زائدة فسأله؟ فقال: يا غلام! ناقتي الفلانية وألف دينار فدفعها إليه وهو لا يعرفه.
ومرض قيس بن سعد بن عبادة فاستبطأ إخوانه، حيث لم يأت أحد ليزوره وهو مريض، وكان صاحب مال وكان يقرض الناس، فلما ذكرهم في مرضه، قيل: إنهم يستحيون مما لك عليهم من الدين، فقال: أخزى الله مالاً يمنع الإخوان من الزيارة، ثم أمر مناد ينادي في القرية: من كان لـ قيس عليه حق فهو منه في حل، فانكسرت عتبة بابه بالعشي من كثرة من جاءوا لزيارته.
وقام رجل إلى سعيد بن العاص يسأله، فأمر له بمائة ألف درهم، فبكى بعد أن أعطاه المال، فقيل له: ما يبكيك؟ قال: أبكي على أن الأرض تأكل مثلك، فأمر له بمائة ألف أخرى، فأخذ المائتي ألف وجلس يبكي.