ما رأي الدين في رجل ملتزم حديثاً يشاهد الفيديو والتلفزيون بعد صلاة العشاء، علماً بأنه يقيم الصلاة على أوقاتها، ولا يقوم من الليل أكثر من شفع ووتر بعد العشاء، وهو أيضاً لا يستطيع الإقلاع عن التدخين؟
الجواب
نسأل الله تعالى أن يعافيه من هذه البلايا.
الحقيقة هناك تعليق يسير، وهو أن الدين ليس آراء، وإنما هو عقائد وأحكام لا تتبدل ولا تتغير، فلا ينسب للدين رأي وإنما ينسب له حكم.
أما مشاهدة الفيديو والتلفزيون فإنه ليس من ورائها خير قط، بل إن وراءها كل الشر، وكيف يزعم الإنسان أنه يحب الله تعالى ورسوله ثم لا يتبع النبي صلى الله عليه وسلم؟! وقد قال الله عز وجل في حقه:{قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ}[آل عمران:٣١]، والنبي صلى الله عليه وسلم نهى عن التدخين، وفي حديث:(إن الله تعالى حرم كل مسكر ومفتر) وإن كان في سنده شهر بن حوشب، وبعض العلماء ضعفوه، إلا أن الراجح تحسين حديث شهر بن حوشب، والله تعالى أعلم.
وقول النبي صلى الله عليه وسلم:(لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع منها: عن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه) فهذا اكتسبه من عرق جبينه ولكنه أنفقه في الحرام، قال:(وعن شبابه فيم أبلاه) أبلاه بهذه البلايا العظيمة وهذه الأمراض الجسيمة التي تفسد باطن الإنسان وتفسد صدره وقلبه، والأطباء يعرفون تمام المعرفة أن السجائر تتسبب في (٢٥٠٠) مرض، أقلها خطراً على صحة الإنسان مرض السرطان، فإذا كان هذا الأقل فدعنا نؤمن بأنه أعظم الأمراض وليس أقلها، فلا شك أن ما دون السرطان أيضاً يحاسب الإنسان عليه ويسأل عنه يوم القيامة، وإذا كان التدخين حلالاً فلم لا يدخن كل الناس وكل العلماء وكل أهل الصلاح والفضل؟! ولم لا يكون التدخين في المسجد؟! فلا شك أن الذي يدخن لو أنك خاطبت قلبه ومشاعره وقلت له: بالله عليك! أما ترى أن التدخين حرام؟ لقال لك: أعرف أنه حرام وأنه بلية، فإذا كنا نتفق بدون جدل وبدون ضياع وقت على حرمة التدخين؛ فنسأل الله تعالى لنا ولكم العافية، ونسأل الله تعالى لنا ولكم الإقلاع عن كل معصية والدخول في كل طاعة.