الهوى في اللغة: هو الميل والعدول والنزوع إلى ما تهواه النفس، يعني: متابعة النفس على ما تهواه، لا على الكتاب والسنة.
والهوى في الاصطلاح: هو الميل عن الحق، وعن طريق السنة، ويشمل هوى الاعتقاد، وهوى العمل، وهوى الشبهات والشهوات، كلها أهواء.
والأهواء نوعان: منها ما هو واضح جلي لا خلاف عليه، ومنها ما هو دقيق صغير لا يكاد يعرفه إلا المتخصص.
والهوى الجلي ينفر منه الطيب النقي بطبعه، أما الهوى الدقيق الذي لا يتبين لأول وهلة فإن معظم الأهواء تقع من هذا النوع، خاصة وأن كثيراً من المسلمين يتبعون العاطفة التي تتدرج بهم شيئاً فشيئاً؛ حتى يتمكن الهوى من قلوبهم.
وقلنا: إن الهوى حكمه أنه هوىً عارض، وهوى مستقر.
فالهوى العارض: هو الذي يزول بقوة الإيمان وبيان الحجة واستظهار الدليل والبرهان، وهذا أمر يسير، لأنه ما هو إلا شبهة أو شهوة خطرت بالقلب والعقل، وسرعان ما زالت بالحجة والبرهان والدليل، فإن هذا لا يحاسب الله تبارك وتعالى العبد عليه، أما الهوى الذي استقر في العقيدة والقلب، فيكون صاحبه على بدعة خطيرة جداً؛ فإنه يختلف باختلاف ما إذا كانت هذه البدعة مكفرة أو مفسقة فقط.