وعن أبي القيس عن عقبة رضي الله عنه:(أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج يوماً فصلى على أهل أحد صلاته على الميت، ثم انصرف على المنبر -أي: ثم صعد على المنبر- فقال: إني فرط لكم وأنا شهيد عليكم، وإني والله لأنظر إلى حوضي الآن، وإني أعطيت مفاتيح خزائن الأرض، وإني والله ما أخاف أن تشركوا بعدي، ولكن أخاف عليكم أن تنافسوا فيها) أي: في الدنيا.
وفي رواية:(صلى النبي عليه الصلاة والسلام على قتلى أحد، ثم صعد المنبر كالمودع للأحياء والأموات على السواء، فقال: إني فرطكم على الحوض، وإن عرضه كما بين أيلة إلى الجحفة، إني لست أخشى عليكم أن تشركوا بعدي، ولكني أخشى عليكم الدنيا أن تنافسوا فيها فتقتتلوا فتهلكوا كما هلك من كان قبلكم.
قال عتبة راوي الحديث: فكانت آخر ما رأيت رسول الله على المنبر) يعني: هذا كان من آخر كلامه على المنبر صلوات الله وسلامه عليه.