من أسباب الهلاك: الشح والبخل خاصة في باب إعداد هذه الأمة لمواجهة أعدائها، قال عليه الصلاة والسلام:(اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة، واتقوا الشح فإن الشح أهلك من كان قبلكم، حملهم على سفك دمائهم فسفكوها، وحملهم على القتل فقتلوا، وعلى الفجور ففجروا) كل ذلك إنما نبع من الشح، والبخل داء فتاك يفتك بالأمة بأسرها.
إن الواحد منا إذا كان يملك أي مساعدة للمجاهدين سواء كانوا في فلسطين أو أفغانستان أو الشيشان، أو أي بقعة من البقاع يرفع فيها راية الجهاد وجب عليه وجوباً عينياً أن يساعدهم بماله، كما يجب على كل حكومات العرب والإسلام أن تقف بجوار هؤلاء في بقاع الأرض وأصقاعها شرقاً وغرباً بجيوشها ونفوسها وأنفسها وأبدانها وعدتها وعتادها.
{وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ}[الأنفال:٧٢] النصر واجب عليكم يا معشر الحكومات، ويا أيها الجيوش المسلمة والجموع الغفيرة عليكم أن تنصروا إخوانكم هنا وهناك، ولا ينفعكم هذا التخاذل، ستدفعون الثمن إما اليوم وإما غداً، حين يطرق اليهود عليكم الباب ويقولون: نحن هنا، فحينئذ ماذا يصنع الناس؟ لو أنك أصبحت أو أمسيت وقد طرق يهودي بابك، وقال: اخرج إلي أو أدخل إليك ماذا ستصنع؟ هل ستنتظر حينئذ رأي جماعي أو موقفاً موحداً؟ أبداً، ليس لك ذلك، بل ستدافع عن نفسك ما استطعت إلى ذلك سبيلاً، فابدأ من الآن ودافع بنفسك أو بمالك.
{إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ}[التوبة:١١١]، وعداً على الله عز وجل أخذه على نفسه وأوجبه على نفسه: أن يدخلكم الجنة أو ترجعوا بأجر وغنيمة، هل رأيتم رباً أرحم من هذا الرب وأكرم من هذا الرب؟ لا والله.