الآية السابعة: وهي قوله تعالى: {تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ}[المعارج:٤] فالذي يقول: إن العروج هنا إنما هو عروج الملائكة، أو عروج جبريل عليه السلام على جهة الخصوص، فهذا التأويل يفسد الآية أيما إفساد، لأن روح القدس هو جبريل عليه السلام، فهل يتصور أن جبريل يصعد إلى جبريل، والضمير في قوله إليه يعود إلى الله عز وجل، فلو كان الصعود والعروج هنا هو عروج الملائكة وعروج جبريل لكان المعنى: تعرج الملائكة وجبريل إلى جبريل، وهذا التأويل يفسد المعنى، فكان الراجح والصحيح من تفسير هذه الآية وتأويلها عند أهل السنة تعرج الملائكة وجبريل إلى الله، {فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ}[المعارج:٤].
ويقول الإمام القرطبي: تصعد الملائكة والروح، وهو جبريل عليه السلام، إليه يعني: إلى الله عز وجل، وهاء الضمير في قوله (إليه) عائد على اسم الله.
وقال ابن خزيمة: مفهوم عند العرب أن المعارج هي المصاعد، قال تعالى:{تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ}[المعارج:٤]، وإنما يعرج الشيء من أسفل إلى أعلى وفوق، لا من أعلى إلى دون وأسفل.
وقال مجاهد في هذه الآية: يقال: ذي المعارج الملائكة تعرج إلى الله عز وجل.