يقول: وإذا خلا قلب المسلم من الإيمان بالله انعدمت لوازمه عنده.
الإيمان له لوازم، فإن الشخص إن مات الإسلام في حياته انتهى عمله، كالشجرة التي اجتث جذرها تموت فلا يبقى لها فروع، فإذا خلا قلب العبد من عقيدة سليمة وإيمان صادق لاشك أنه ينهار كل عمله وكل متطلباته.
وإذا نقص الإيمان في قلبه وضعفت صلته بربه ووهن ارتباطه به وانصرفت نفسه إلى الدنيا، وآثارها بحبه وسعيه ذبل الإسلام في حياته وركن إلى الدنيا ومتاعها وأصبح الإيمان رَكناً حائلاً لا يقبله.
يعني: إذا قلت له: هل أنت مؤمن؟ يقول: الحمد لله أنا مؤمن، فهو يقولها بلسانه ولم تتمكن من قلبه، وقول النبي صلى الله عليه وسلم:(يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه!) دل على أن هناك مدعين للإيمان بألسنتهم بما ليس في قلوبهم، وبطل ما كانوا عليه من القول والعمل، فإنه إذا خلا قلب الإنسان من الإيمان أو ضعف لا شك أنه يستثقل التكاليف الشرعية، فيستثقل الصلاة، ويستثقل الزكاة والحج والصوم وغير ذلك، فكثير من ضعاف الإيمان أو ممن نقص الإيمان في قلوبهم إذا دعوته إلى الصلاة يقول: هل نذهب كل يوم إلى المسجد خمس مرات فنصلي ونركع ونسجد؟! أليس هناك إجازة؟! فهذا لو تمكن الإيمان من قلبه لانتهر، وكان أن يخر من السماء خير له وأحب من أن يتكلم بهذا الكلام، فلا يصدر هذا الكلام عن جد أو هزل إلا إذا كان مبعثه خراب العقيدة وفساد الإيمان.
وكذلك الذي يملك المال ولا يحج مثلاً، وكلما دعوته إلى الحج قال: ادع لي؛ فإني لا أستطيع الحج؛ لأنني أكسب في الدقيقة الواحدة ألف جنيه، ألا تكفي ملايين الدقائق في السنة كلها؟ ألا تفرغ أسبوعاً واحداً من أيامك ومن هذه الدقائق للحج؟ كذلك الذي يبخل بالصدقة بل ويبخل بالزكاة المفروضة عليه، كل ذلك إنما هو بسبب خراب العقيدة وفساد الديانة عنده، وهذه هي حالة كثير من المسلمين الآن، وقد نجد فيهم أصحاب الذكاء وأصحاب المهارة، لكن أصحاب الذكاء والمهارة والقدرات والكفاءات مصروفون إلى غير خدمة الإسلام، وأحياناً يتجهون إلى ضرب الإسلام ومعاداته، وأنتم ترون أن الصحافة ليست إلا لخدمة العلمانية والشيوعية والإلحاد والكفر، والذي يكتب ويتكلم ويقرأ لصالح الإسلام قليل جداً ويسير.