إن صفة العلو هي أصل صفات الله عز وجل، وصفة العلو ثابتة بالكتاب والسنة، وآثار السلف بل وبالمعقول كذلك، فإن العقل إذا أدرك أن الله عز وجل في ذاته مغاير ومباين لخلقه، لابد وأن ندرك أن علو الله عز وجل كذلك بل وجميع صفات الله عز وجل لابد أن تكون مغايرة ومباينة لصفات المخلوقين، فكما أن الخالق يختلف عن المخلوق في الذات فلابد وأن تختلف صفات الذات لله عز وجل عن صفات المخلوقين، وهذا لازم الأمر، وإذا كنت تعتقد أن الله عز وجل غير الخلق في ذاته فلابد وأن تعتقد أن صفات الله عز وجل مختلفة عن صفات المخلوقين، فإذا كان الله عز وجل متصفاً بالرحمة، والخلق متصفين بالرحمة، فلابد أن تعلم أن رحمة الله عز وجل غير رحمة الخلق، وقس على هذه بقية الأسماء والصفات.
فالعلو ثابت بالكتاب والسنة والإجماع، وثابت بأخبار السلف والمعقول كذلك، فلو نظرنا إلى الكتاب لوجدنا أن هناك آيات كثيرة تدل على علو الله عز وجل.
وعلو الله عز وجل نازع فيه الناس، ونازعت فيه الفرق، وأول من أنكر علو الله عز وجل علواً ذاتياً على خلقه هم الجهمية.