٤٣]، يعني: من الأذى، فقد عَلمنا ما جرى على الأنبياء عليهم السلام، وهم منصورون بالحجة، وهل في يوم الأشهاد نصرة إلا بالحجة، فأنبياء اللَّه وأولياؤه والمؤمنون منصورون بالحجة مغلوبين وغالبين، وصاحب الحجة هو المنصور، فقد عَلمنا أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- لم يقاتل أهل المِلل كلها، وقد أعلمه اللَّه أنه يظهره على الدين كله، لأن حجته باقية إلى يوم القيامة قال اللَّه عز وجل:{وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ}[الأنعام: ١٩]، وقد بلغ الخَلق جميعًا، ومن كان معه القرآن فهو مُظهَر منصور حتى يلقى اللَّه به، فينصره يوم القيامة به، وهو قوله:{وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ}.