للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال سعيد بن جبير: لما بعث النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وحرست السماء، فقالت الشياطين: ما حرست إلا لأمر قد حدث في الأرض، فبعث سراياه في الأرض، فوجد النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قائما يصلي صلاة الفجر بأصحابه بنَخْلةٍ وهو يقرأ، فاستمعوا حتى إذا فرغ {وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ (٢٩) قَالُوا يَاقَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا}، حتى بلغ {مُسْتَقِيمٍ}.

وروى سعيد بن جبير، عن ابن عباس: انطلق رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- في نفر من أصحابه عائدين إلى سوق عكاظ، وقد حيل (١) بين الشياطين وبين خبر الأرض، وأرسلت عليهم الشهب، وذكر معناه، وعُلِّم رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أن يقول: "أعوذ بكلمات اللَّه التامات التي لا يجاوُزُهّن بَرٌّ ولا فاجر، من شرِّ ما خلق وذرأ وبرأ، ومن شر ما ينزل من السماء، ومن شر ما يُعرُج فيها، ومن شر ما يلج في الأرض، ومن شر ما يخرج منها، ومن شر فتن الليل والنهار، ومن شر الطوارق، إلا طارقًا (٢) يطرق بخير يا رحمن"، فطفئت نار الشياطين الذين كادوا منهم، وهزمهم اللَّه.

قال إسماعيل: فقد اختلفوا في حضور عبد اللَّه ليلة الجن، ويشبه أن يكون الصحيح منها حديث الشعبي، عن علقمة: سألت عبد اللَّه فقال: إنه لم يحضر معه، ولكن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- أراهم آثارهم، وأخبرهم خبرهم، لأنه أصحها إسنادًا.

وروى بعض من ذكر أن عبد اللَّه حضر ذلك، أن عبد اللَّه بن مسعود كانت معه إداوة من نبيذ، فتوضأ النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- منها حين لم يكن معه ماء (٣).

رواه أبو فزارة، وأبو فزارة ليس ممن يكون روايته سُنّة، ولم يذكر ذلك بعضهم في حديثه.


(١) في الأصل: قيل.
(٢) في الأصل: طارق.
(٣) تقدم قريبًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>