للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهذا القول منه على الاحتياط لما جاء من التفسير، فالشيخ ليس ممن يدخل في قوله: {فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ}، إذ كان لا يتوقع له القوة على الصيام كما تُتَوَقَّع للحبلى والمرضع.

وأما قراءة من قرأ: "يطوقوَّنه"، فإن هذه القراءة ليست في مصحفنا المجتمع عليه (١)، والذي يبطل ذلك قوله: {وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ}، فكيف يقال لمن لا يطيق: وأن تصومه خير لك؟ ومن قرأ: {فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ}، و {طَعامُ مَسَاكِينَ}، فإنه يصير إلى معنى واحد، فمن قرأ: {مِسْكِينٍ}، يريد: عن كل يوم مسكينًا، ومن قرأ: {مساكين}، يريد: عن الأيام بعددها مساكين، وقراءة أبي عمرو بن العلاء، وهو أعلم القراء باللغة، وتابعه قراء العراق على ذلك: {طَعَامُ مِسْكِينٍ} (٢)، ونسأل اللَّه التوفيق.

* * *


(١) وقال ابن جرير في تفسيره (٢/ ١٣٨): "فإن قراءة كافة المسلمين: {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ}، وعلى ذلك خطوط مصاحفهم، وهي القراءة التي لا يجوز لأحد من أهل الإسلام خلافها، لنقل جميعهم تصويب ذلك قَرْنا عن قَرْن"، ثم حكى قراءة ابن عباس -رضي اللَّه عنه-.
(٢) قال ابن مهران في المبسوط (ص ١٤٢): قرأ أبو جعفر ونافع وابن عامر {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ} مضاف {مساكين} جميع، وقرأ الباقون {فِدْيَةٌ} منونة، {طَعَامُ} رفع {مِسْكِينٍ} واحدة، وانظر أيضًا النشر لابن الجزري (٢/ ٢٢٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>