للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فصار لغوًا، إذ لا نية فيه.

والثاني: بالقصد، وهو في معناه كقصد الحالف للحق الذي كان يعتقده، وإن كان بخلاف ما ظن، كقول النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- في قصة ذي اليدين: "كل ذلك لم يكن" (١)، يريد: عندي، وقد كان أحدهما، وهو النسيان الذي قال [عنه] (٢) عليه السلام: "إني أُنَسّى لأَسُنّ" (٣).

ويمين على ماض هو فيه كاذب فاجر، فهو قول اللَّه: {وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (١٤) أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا} [المجادلة: ١٤ - ١٥] فهذا لا كفارة ديه.

ويمين على المستقبل، فإذا حلف الحالف على شيء، فكان الحنث فيه أقرب إلى اللَّه، أمره رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أن يأتي الذي هو خير، وليكفر عن يمينه (٤)،


(١) جزء من حديث متفق عليه عن أبي هريرة، رواه البخاري في صحيحه برقم ١٢٢٩، كتاب: السهو، باب: من يكبر في سجدتي السهو، ومسلم (٢/ ٨٧)، كتاب: الصلاة، باب: السهو في الصلاة والسجود له، واللفظ كما ساقه المصنف عند مسلم، ولفظ البخاري: "لم أنس، ولم أقصر".
(٢) ساقطة في الأصل، وهي ضرورية للسياق.
(٣) رواه مالك برقم ٢٦٤، كتاب: الصلاة، العمل في السهو، رواية يحيى، بلاغًا عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أنه قال: "إني لأنسى أو أنسى لأسن"، قال ابن عبد البر في التمهيد (٢٤/ ٣٧٥): "أما هذا الحديث بهذا اللفظ، فلا أعلمه يروى عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- بوجه من الوجوه، مسندًا ولا مقطوعًا، من غير هذا الوجه واللَّه أعلم، وهو أحد الأحاديث الأربعة في الموطأ التي لا توجد في غيره مسندة ولا مرسلة واللَّه أعلم، ومعناه صحيح في الأصول"، لكن وصله ابن الصلاح في رسالته في وصل البلاغات الأربعة (ص ١٣٧ - ١٣٨).
(٤) يشير إلى حديث عبد الرحمن بن سمرة، رواه البخاري في مواضع من صحيحه منها ٦٧٢ كتاب: كفارات الأيمان، باب: الكفارة قبل الحنث وبعده، ومسلم (٥/ ٨٦)، كتاب: الأيمان، باب: ندب من حلف يمينًا فرأى غيرها خيرًا منها، والحديث الذي رواه مالك برقم ١٣٧ برواية يحيى، كتاب: النذور والأيمان، ما تجب فيه =

<<  <  ج: ص:  >  >>