للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال: {وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا} [النساء: ٨٣] فعلم أنه أتى بقوله: {إِلَّا قَلِيلًا} عطفًا على: {لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ} إلا قليلًا، ولولا فضل اللَّه عليهم ورحمته لاتبعوا الشيطان كلهم".

ومن ذلك قوله: "وقوله واللَّه أعلم: {فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً} [الأعراف: ١٤٢] على نحو المعنى في قوله: {تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ} في كمال العدد".

ومن ذلك أيضًا قوله: "فإن اللَّه قال: {فَإِنْ فَاءُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٢٢٦) وَإِنْ عَزَمُوا الطَّلَاقَ فَإِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}، وإنما يسمع الكلام، وقال اللَّه تعالى: {وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا} [المجادلة: ١] ".

وأما اعتماده على السنن النبوية والآثار فهو كثير، وطريقته أنه يورد الأحاديث المرفوعة والآثار، ولا تكاد تخلو صفحة من ذلك، معتمدًا في معظمه ما أورده إسماعيل في الكتاب الأصل، حاذفًا الأسانيد، وعلل ذلك بقوله: "وتركت الأسانيد ليقرب على المتعلم، فإن احتيج إلى الأسانيد أخذت من كتاب إسماعيل رحمه اللَّه"، ثم يزيد على ما انتقاه من أصل إسماعيل عند الاقتضاء، ويسند أحيانًا المرويَّ، وقد عملت على ترقيمه وفهرسته، يقول: "ما قلت فيه حدثنا، فذالك من سائر الحديث، ليس مخرجه إسماعيل".

ومما أسنده القاضي حديث مالك من رواية القعنبي، جاء في سنده: "نا محمد بن موسى، قال: حدثني القعنبي، عن مالك، عن نافع، عن ابن عمر. . . "، وهذه الرواية اعتمدها الحافظ ابن عبد البر في الاستذكار، فقال في أوله: "وأما رواية القعنبي عبد اللَّه بن مسلمة، فقرأتها على أبى محمد عبد اللَّه بن محمد بن عبد الرحمن بن أسد، عن أبي بكر أحمد بن محمّد المكي، عن علي

<<  <  ج: ص:  >  >>