للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال مَعْمَر بن عبد اللَّه، عن يوسف بن عبد اللَّه بن سَلام قال: حدثتني خولة امرأة أوس بن الصامت قالت: كان بيني وبين زوجي شيء، فقال: أنت عليَّ كظهر أمي، ثم خرج إلى نادي قومه، ثم رجع فراودني عن نفسي، فقلت: كلا والذي نفسي بيده حتى ينتهي أمري وأمرك إلى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فيقضي فيَّ وفيك أمره، وكان شيخًا كبيرًا رقيقًا، فغلبْتُه بما تَغلب به المرأة الرجلَ الضعيف، ثم خرجت إلى جارة لي فاستعرت ثيابها، فأتيت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه حتى جلست بين يديه، فذكرت له أمره، فما برحت حتى نزل القرآن على رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فقال حين قلت: لا نقدر على ذلك: "إنا سنعينه بعَرَقٍ (١) من تمر، وأنا أعينه بعَرَق آخر"، فأطعم ستين مسكينًا (٢).

وهذه القصة الأحاديث فيها كثيرة، والباب يتَّسِع.

وقيل في الحديث: لما ظاهر أوس بن الصامت من امرأته خولة قالت له: واللَّه ما أراك إلا قد أثِمت في شأني، لبِسْتَ جِدَّتِي، وأفنيتَ شبابي، وأكلتَ مالي، حتى إذا كَبِرَت سني، ورق عظمي، واحتجْتُ إليك فارقتني، قال: فما أَكْرَهَني لذلك، اذهبي لرسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فانظري هل تجدين عنده شيئًا في أمري. فأتيت النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فذكرت له ذلك، فقال: "ما أراك إلا قد بِنْت منه"، قالت: إلى اللَّه أشكو فاقتي إلى زوجي، قالت عائشة: فإني لأُرَجِّل رأس رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يخفي علي بعض كلامها وأسمع بعضه، إذ نزل الوحي: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي


= أنكرت الجهمية، وعلقه البخاري عن الأعمش في كتاب: التوحيد، باب قول اللَّه تعالى: {وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا بَصِيرًا}.
(١) العَرَق: ظفائر يصنع منها وعاء أو قفة، يسع خمسة عشر صاعًا إلى عشرين، انظر مشارق الأنوار (٢/ ٧٦)، والنهاية (٣/ ٢١٩).
(٢) رواه الإمام أحمد في مسنده برقم ٢٧٣١٩، وأبو داود في سننه برقم ٢٢١٤، كتاب: الطلاق، باب في الظهار (ط الأرناؤوط).

<<  <  ج: ص:  >  >>