للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فساعةَ يأخذُ الإمامُ في التكبير يأخذون معه في التكبير، وهذا خطأ لا ينبغي لهم أن يأخذوا في التكبير حتى يكبِّر الإمام، ويفرغ من تكبيره، وينقطع صوته، ومن كبر قبل الإمام فليست له صلاة؛ لأنه دخل في الصلاة قبل الإمام، وكبر قبل الإمام، فلا صلاة له».

ولما تكلم -رحمه الله- عن معاني جمل الحديث قال: «وهذا تمام الصلاة فاعقلوه، وأبصِروه، وأحكِموه، واعلموا أن أكثر الناس اليوم ما يكون لهم صلاة؛ لسبقهم الإمام بالركوع والسجود والرفع والخفض، وقد جاء الحديث: «يأتي على الناسِ زمانٌ يصلُّون ولا يصلُّون» وقد تخوفتُ أن يكون هذا الزمان» (١).

وقال أيضًا -رحمه الله-: «ولْيعلمِ المتهاونُ بصلاته، المستخِفُّ بها، المسابق الإمام فيها، أنه لا صلاة له، وأنه إذا ذهبت صلاتُه ذهب دينُه، فعظِّموا الصلاة رحِمكم الله وتمسَّكوا بها، واتقوا الله فيها خاصة، وفي أموركم عامة» (٢).

١٣ الحرص على تسوية الصفوف؛ لأن ذلك من كمال الصلاة، وذلك بإكمال الصف الأول فالأول، وتسويتها، والتراص فيها.

عن جابر بن سَمُرة -رضي الله عنه-، قال: خرج علينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: «ألا تَصُفُّون كما تَصُف الملائكة عند ربها؟» فقلنا: يا رسول الله، وكيف تصف الملائكة عند ربها؟ قال: «يتمون الصفوفَ الأولى، ويتراصون في الصف» (٣).

وعن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما-، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «من وصل صفًّا وصله الله، ومن قطع صفًّا قطعه الله» (٤).


(١) في: «رسالة الصلاة» ص (١٣) فقرة (١٥).
(٢) السابق ص (١٧) فقرة (٢١).
(٣) أخرجه مسلم في الصلاة (٤٣٠)، وأبو داود في الصفوف (٦٦١)، والنسائي في الإمامة (٨١٦)، وابن ماجه في إقامة الصلاة، والسنة فيها (٩٩٢)، وأحمد ٥/ ١٠١ (٢٠٩٦٤).
(٤) أخرجه أبو داود في الصلاة (٦٦٦)، والنسائي في الإمامة (٨١٩)، وأحمد ٢/ ٩٧ (٥٧٢٤)، والحاكم (١/ ٢١٣). قال الحاكم: «صحيح على شرط مسلم بن الحجاج ولم يخرجاه». ووافقه الذهبي. وصححه الألباني في «صحيح أبي داود» (٦٧٢).

<<  <   >  >>