للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والغضب: يحمله على الكبر، والحقد، والحسد، والعداوات، والسفه» (١).

[ب- مراتب حسن الخلق]

يمكن تقسيم مراتب حسن الخلق إلى مرتبتين:

المرتبة الأولى: وهي المرتبة الكبرى والعظمى، وهي: حسن الخلق في معاملة الخالق -عز وجل-، وذلك بتصديق أخباره، وتلقي أحكامه بالقَبول والتسليم، وتلقي أقداره بالصبر والرضا، بالإيمان به -عز وجل-، وتوحيده بإثبات ربوبيته، وألوهيته، وأسمائه وصفاته، وصرف جميع أنواع العبادة له -عز وجل- وحده، والإخلاص له، وخوفه وخشيته، ورجاؤه، وتعظيمه، ومحبته، والإيمان بأركان الإيمان الستة، وبكل ما أوجب -عز وجل- الإيمان به، والإسلام والانقياد له، وطاعته، واتباع شرعه، والرضا بقدره، والتسليم لأمره، وغير ذلك.

المرتبة الثانية: حسن الخلق في التعامل مع الخلق، بمعاملتهم بالمعروف، وأداء حقوقهم الواجبة والمستحبة؛ من كف الأذى، وبذل الندى، وطلاقة الوجه، والإحسان، والعفو، وغير ذلك، وهذه المرتبة داخلة في المرتبة الأولى؛ لأن من حق الله تعالى: أداء حقوق عباده.

والناس في هذا على أقسام: منهم من يوفَّق للقيام بحقوق الله تعالى، وحقوق عباده، وهذا هو الموفَّق حقًّا، وهو في المرتبة الأولى، ومنهم من يقوم بحقوق الله تعالى، ويفرط في حقوق عباده، أو يفرط في حقوق الله تعالى، ويقوم بحقوق عباده، وهذا مُفرط حقًّا، وأشد منه من يفرط في حقوق الله تعالى، وحقوق عباده.

الوقفة الثالثة في:

فضل حسن الخلق

يعد حسن الخلق من أنبل الصفات، وأعظمها، وأفضلها، وأشرفها، ويكفي في ذلك وصف الله -عز وجل- نبينا محمدًا -صلى الله عليه وسلم- بذلك، وامتداحه به في قوله تعالى: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ}


(١) انظر: «مدارج السالكين» ٢/ ٣٤٨ - ٣٥٠ باختصار قليل.

<<  <   >  >>