شروط المعبِّر للرؤيا، وبيان أنه قد يصيب، وقد يخطئ وهو الأكثر، والتحذير من اقتناء كتب تفسير الأحلام وقراءتها
[أ- شروط المعبر للرؤيا]
يُشترط في المعبر للرؤيا شروط ثلاثة:
الأول: المعرفة بدلالات اللغة التي تُحكى بها الرؤيا.
الثاني: المعرفة بنصوص الكتاب والسنة ومعانيها.
الثالث: أن يكون له فِراسة.
وهذه الشروط قل أن تجتمع فيمن يتصدرون اليوم لتفسير الرؤيا.
[ب- المعبر للرؤيا قد يصيب وقد يخطئ، وهو الأكثر]
تعبير الرؤيا ليس وحيًا، والمعبر لا يعلم الغيب، وقد يصيب وقد يخطئ، حتى لو كان على علمٍ وبصيرة، ولهذا لا ينبغي الجزم بصواب التعبير، لا من العابر، ولا من المعبَّر له.
ولهذا لما عبر أبو بكر -رضي الله عنه- الرؤيا التي رآها رجل وجاء إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- وحدثه بها، وقال أبو بكر بعد أن عبرها: فأخبرني يا رسول الله بأبي أنت، أصبت أم أخطأت؟ قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «أصبتَ بعضًا، وأخطأت بعضًا»(١).
وإذا كان أبو بكر -رضي الله عنه- وهو أفضل الخلق بعد الأنبياء والمرسلين، والذي هو منه في علمه -رضي الله عنه-، وفي إيمانه الذي لو وُزن بإيمان الأمة لرجح بها، إذا كان -رضي الله عنه- أخطأ بعضًا، فغيره من باب أولى وأولى بالخطأ، وبخاصة من خاض بهذا الأمر بلا علم ولا هدى ولا بصيرة، وبقصد جمع المال، أو الشهرة؛ كحال كثير من المعبرين اليوم، فهذا حريٌّ ألا يوفَّق
(١) أخرجه البخاري في التعبير (٧٠٤٦)، ومسلم في الرؤيا (٢٢٦٩)، وأبو داود في الأيمان والنذور (٣٢٦٨)، وفي السنة (٤٦٣٢)، والترمذي في الرؤيا (٢٢٩٣)، وابن ماجه في تعبير الرؤيا (٣٩١٨).