للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال الآخر:

إذا نطق السفيهُ فلا تُجِبْه … فخيرٌ من إجابتِهِ السكوتُ (١)

وقال الآخر:

فاتركْ مُحاورةَ السفيهِ فإنها … ندمٌ وغِبٌّ بعد ذاك وخيمُ (٢)

وقال الآخر:

يكلمني السفيهُ بكلِّ قُبحٍ … وأكرَهُ أن أكونَ له مُجِيبَا

يزيدُ حماقةً فأزيدُ حِلمًا … كعُودٍ زادَهُ الإحراقُ طِيبَا (٣)

الوقفة الخامسة:

بين اللسان ووسائل الإعلام

تقدم الكلام في الوقفات السابقة عن اللسان، وبيان أنه ذو حدينِ؛ نافع وضار، وذكر أهم منافعِه، وبعض مضارِّه، وبيان وجوبِ مراقبتِه وحفظه عما فيه ضررٌ على المسلم في دينه، ودنياه، وأخراه، وذكر أهم ما ينبغي حفظُ اللسانِ منه.

ووسائل الإعلام كلها بما فيها القنوات، وشبكة المعلومات، ووسائل الاتصال والنشر، وغيرها، كلها ذات حدينِ، كاللسان، منها النافع والضار، سواء في ذلك المرئي منها، والمسموع، والمقروء.

ولهذا يجب على المسلم أن يتعامل مع هذه الوسائل كلها بحذر شديد، فيستفيد مما فيها من خير، وينأى عما تحتويه، وما تنقُله وتبثه من السموم والشرور، ويستعملها في الدعوة إلى الله -عز وجل-، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والإرشاد لما فيه صلاح المجتمع في دينه،


(١) البيت للشافعي. انظر: «ديوانه» (ص ٣٤).
(٢) البيت لأبي الأسود الدؤلي. انظر: «خزانة الأدب» (٨/ ٥٦٧).
(٣) البيتان للشافعي. انظر: «ديوانه» (ص ٢١).

<<  <   >  >>