للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إذا ما خلوتَ الدهرَ يومًا فلا تقلْ: … خلوتُ، ولكن قل: عليَّ رَقيبُ

ولا تحسِبنَّ اللهَ يَغفُلُ ساعةً … ولا أن ما يَخفَى عليه يَغيبُ (١)

الوصية الحادية والستون

حاسِبْ نفسك على تقصيرها في حقوق الله تعالى، وفي حقوق خلقه، وكن ذا قلبٍ حي يقِظ، عساك تنجو.

قال تعالى: {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ} [المؤمنون: ١١٥].

وقال تعالى: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (٧) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} [الزلزلة: ٧، ٨].

قال عمر -رضي الله عنه-: «حاسبوا أنفسَكم قبل أن تحاسَبوا» (٢).

الوصية الثانية والستون

لا تنسَ استحضارَ النية الطيبة الصالحة في جميع أعمالك وأقوالك، وأحوالك في عباداتك، وفي أكلك وشربك، ونزهتك ونومك وراحتك وجِماع زوجتك، تُؤجَر على ذلك كله.

واعلم أن الموفَّقين عاداتهم عبادات، وأن المخذولين عباداتهم عادات، وشتان بين


(١) البيتان لأبي العتاهية. انظر: «ديوانه» ص ٣٤.
(٢) أخرجه ابن المبارك في «الزهد» ١/ ١٠٣ (٣٠٦)، وأبو عبيد في «الخطب والمواعظ» (١٤٤)، وابن أبي شيبة في «مصنفه» ١٩/ ١٤٣ (٣٥٦٠٠)، وابن أبي الدنيا في «محاسبة النفس» (٢)، والآجري في «أدب النفوس» (١٧)، وأبو نعيم «الحلية» (١/ ٥٢). وأورده الألباني في «السلسلة الضعيفة» (١٢٠١) على أنه ضعيف مرفوعًا فقال: «موقوف».

<<  <   >  >>