[وقفات أربع في: إصلاح ذات البين]
قال الله تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ} [الأنفال: ١]
الوقفة الأولى في:
معنى إصلاح ذات البين، وحكمه، وفضله
[أ- معنى: إصلاح ذات البين]
الإصلاح: نقيض الإفساد، وأصلح الشيء بعد فساده: أقامه (١)، و «ذات» بمعنى: صاحبة، فمعنى «ذات البين»؛ أي: صاحبة البين.
«البين»: البين في كلام العرب جاء على وجهين:
يكون البين بمعنى: الفُرقة، ويكون بمعنى: الوصل، وهو من الأضداد؛ قال تعالى: {لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ} [الأنعام: ٩٥]؛ أي: لقد تقطع وصلكم، أو ما بينكم (٢).
ومن إطلاق البين على الفرقة قول الشاعر:
شاب الفؤادُ وسال الدمعُ من عيني … لمَّا تَغنَّى غُرابُ البَينِ بالبينِ
فمعنى: إصلاح البين: إصلاح الأحوال والعلاقات بين الناس؛ أي: إصلاح ما فسد منها، والعمل على وصلها، وعدم قطعها.
[ب- حكم إصلاح ذات البين]
إصلاح ذات البين من أوجب الواجبات على المسلمين فيما بينهم، قال تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [الأنفال: ١].
فأمَر الله -عز وجل- بتقواه، وإصلاح ذات البين وطاعة الله ورسوله، والأمر في هذا واجب،
(١) انظر: «لسان العرب» مادة «صلح».
(٢) انظر: «لسان العرب» مادة «بين».