للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الوصية الثامنة والعشرون

كن دقيقًا في حساب زكاة مالك، قليلًا كان أو كثيرًا، وحدد وقتًا لإخراج الزكاة، سواء في رمضان أو في المحرَّم، بداية السنة أو في غير ذلك.

واعمل على أنه إذا جاء الوقت المحدد عندك لإخراجها أن تزكي كل ما عندك من المال بغض النظر عن كون بعضه ما تم عليه الحول، ولم تجب زكاته، فهذا أيسر لك وأسهل، وإن حددت لكل ما يدخل عليك من مال بداية حوله من حين دخوله إلى أن يحول عليه الحول، فهذا هو الأصل، لكن قد يكون فيه مشقة عليك.

واعلم أنه لا مانع من تعجيل الزكاة لحول أو حولين عند الحاجة إذا كان المال موجودًا عندك كما تعجل -صلى الله عليه وسلم- زكاة عمه العباس -رضي الله عنه- (١).

فمتى رأيت بأحد حاجة أو جاءك تعطيه من زكاة مالك، وإن كان لم يتم عليه الحول. وفيه توسعة ولله الحمد.

الوصية التاسعة والعشرون

اقدر لشهر رمضان المبارك قدره، واجتهد في حفظ صيامه من المفطرات الحسية والمعنوية، وفي حفظ قيامه بالقيام مع الإمام حتى ينصرف، يُكتب لك قيام كل الشهر.


(١) أخرج الترمذي في الزكاة (٦٧٨) من طريق إسماعيل بن زكريا، عن الحجاج بن دينار، عن الحكم بن عتيبة، عن حجية بن عدي، عن علي، أن العباس سأل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في تعجيل صدقته قبل أن تحل، فرخص له في ذلك. وفي (٦٧٩) من طريق إسرائيل، عن الحجاج بن دينار، عن الحكم بن جحل، عن حجر العدوي، عن علي -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال لعمر -رضي الله عنه-: «إنا قد أخذنا زكاة العباس عام الأول للعام». قال الترمذي: «لا أعرف حديث تعجيل الزكاة من حديث إسرائيل، عن الحجاج بن دينار، إلا من هذا الوجه، وحديث إسماعيل بن زكريا عن الحجاج عندي أصح من حديث إسرائيل عن الحجاج بن دينار».

<<  <   >  >>